سليمان الطويل ودين شبيب
سليمان الطويل ـــ رحمه الله ــــ شاعر من أهل شقراء، عرف بالكرم، وقد أرهقه كرمه، وأضطر أن يستدين مالا من شخص اسمه شبيب، الذي أخذ يطالبه بدينه فيما بعد، وجاءه في إحدى المرات، وصلى معه في المسجد ولما رآه سليمان الطويل أخذ يطيل من قراءة الآيات والأوراد والأذكار، لعل وعسى أن يمل شبيب وينصرف، ولكن دون فائدة، فما زال شبيب جالسا ينتظره فقال سليمان الطويل هذه الأبيات:
صليت في الجامع وسبحت تسعين
مع كثرهن واتبعتهن بتهليلة
قريت عمّا والمدثر وياسين
وزبنت ربٍّ ما يفاجا دخيله
وقريت وردي عن جميع الشياطين
وشبيب ما سوى به الورد حيله
ولهذه القصة شبيهة في أدبنا العربي، فقد كان للشاعر ابن دعلج، أعرابي غريم ألح عليه في طلب دينه، عندها لم يجد الشاعر بدا من أن يرسل لأحد شيوخ قبيلة تميم وكان محبا لهم هذه الأبيات طالبا مساعدته:
إذا جئت الأمير فقل سلام
عليك ورحمة الله الرحيم
وأما بعد ذاك فلي غريم
من الأعراب قبح من غريم
يلازم كل يوم باب داري
لزوم الكلب أصحاب الرقيم
له مائة علي ونصف أخرى
ونصف النصف في صك قديم
دراهم ما انتفعت بها ولكن
قريت بها شيوخ بني تميم