شربتُ الماء الحميم
نسمع بعضهم يقول: (حميم)، وشربت الماء الحميم – فكلمة «حميم» عربيَّة صحيحة وهي من الأضداد – كما في المعاجم اللغويَّة إذ يراد بها الماء البارد أو الحارّ أيضا – خلافا لما يظن بعضهم من أنَّ كلمة «حميم» وردت في المعاجم بمعنى «حار» – وقد سُئِل ابن الأعرابي عن الحميم في قول الشاعر: وهو شاهدّ نحويّ:
وسَاغَ لي الشرابُ وكنت قبلا
أكادُ أَغَصُّ بالماء الحميم
فقال: هو الماء البارد.
إذنْ فمعنى الكلمة يتوقَّف على تركيبها في الجملة، وحسب السياق وما يتضمن من القرائن الحالية والمعنوية واللفظية فهي قد تكون بمعنى الحار كما في قوله تعالى: «لا يَذُوقون فيها بَرْدا ولا شَرَابا إلاّ حَمْيما وغَسَّاقا» سورة النبأ، آية (25)، وقد تكون بمعنى البارد كما في البيت أي أنَّها من الأضداد.
ويروى الشطر الثاني من البيت السابق: أكادُ أَغَصُّ بالماءِ الفرات.
مما يدلّ على أنَّه يريد في البيت الماء البارد العذب.