نجران .. مدينة الآبار السبعة
تعد مدينة نجران جنوب المملكة من المدن الضاربة في أعماق التاريخ وتمتد حضارتها لآلاف السنين، حيث مرت عليها حضارات متعددة وضعتها من أهم المدن التي تزخر بالآثار والنقوش التاريخية، وقد أطلق عليها المؤرخ الروماني سترابون مدينة الآبار السبعة. وأوضح الباحث محمد آل هتيله لـ"الاقتصادية"، أن هناك 28 اسما لنجران متعدد الاتجاهات مع ارتباط التسمية بثلاث حالات منها النسبي ويعود إلى نجران بن زيد بن يسبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وارتباط الاسم اللغوي نسبة إلى الجذر "نجر" والارتباط المكاني نسبة إلى الجبل الجنوبي والجبل الشمالي والمسميان النجر وجمعهما نجران.
وبين الباحث آل هتيلة، أن المصادر تناقلت عدة مسميات ترتبط بالاسم الأساسي لنجران ومنها مدينة الرعد ويعني الشجاعة في الاستشهاد ومدينة الشهداء ونجران الباسلة والربة ومدينة المؤمنين والمحفوظة ونجرانا ورجمن ورعمه، نسبة إلى جبل رعوم غرب مدينة نجران ونكرا سماها بطليموس والرعاش ومتروبوليس أي الأرض السعيدة والحصن ومدينة الحميريين المؤمنين ووادي الخسف ووادي سوحان وسراة نجران ومدينة الآبار السبعة أطلقها المؤرخ الروماني سترابون وذلك في القرن الأول للميلاد ومدينة رقمات والأخدود نسبة إلى موقع الأخدود الأثري ومعنو كذلك حسب نقوش مصرية في سيناء وسميت أيضا مدينة شمر في عام 328 للهجرة ونجران الحقول ذكر ذلك الأصمعي والرائفة.
وأشار الباحث إلى أن هناك مشكلة قديمة ومستمرة لدى عدد كبير من المؤرخين وتوارثوها في تفسير بعض الكلمات وبطريقة ليس لها علاقة بالمدلول اللغوي الأصلي للكلمة ولا بالظلال والمحمولات الرمزية والدينية للاسم، مؤكدا إجماع المصادر التاريخية التي تحدثت عن نجران وتناولت تاريخها القديم بالدراسة والتحقيق أن مدينة نجران كانت منطقة جذب للأديان والثقافات القديمة.
وعن النقوش الموجودة على الصخور في مواقع متعددة في نجران ذكر الباحث والمؤرخ آل هتيلة بأنها تعود إلى ما قبل الميلاد نظرا لأن نجران من أقدم أماكن الاستقرار البشري في الجزيرة العربية، وذلك للتابع جميع مراحل العصور الحجرية بمختلف تقسيماتها الحضارية فيها. والنقوش المكتشفة إلى الآن في نجران: مسند : 1500 ثمودي: 300 إسلامي :200 نبطي: 2 .
ومن جهة أخرى، أوضح صالح المريح المدير العام للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة نجران، أن مدينة نجران منطقة جاذبة للمهتمين بالآثار وتستقبل سنويا زوارا من داخل المملكة وخارجها لوجود عدد من المواقع التاريخية ومنها مدينة الأخدود الأثرية ومواقع حما الأثرية وعديد من المواقع السياحية.
وأشار المريح إلى أن الهيئة العامة للسياحة تولي جل الاهتمام بتلك المواقع وتقوم بتطويرها وتجيزها لكي يتمكن الجميع من زيارتها والتقاط الصور التذكارية، إضافة إلى تسهيل مهام المرشدين السياحيين بالمنطقة، الذي وصل عددهم إلى أكثر من 15 مرشدا مرخصا، نظرا لدورهم المهم في تشكيل الانطباع العام لدى السائح عن الرحلة والمنطقة التي يزورها، وكذلك دوره في تنشيط ونمو السياحة بما يقدمه من انطباعات لدى السائح مبينا أن عدد المواقع الأثرية في المنطقة يصل إلى أكثر من 100 موقع أثري.