40 سعودية تضبطن صيانة هواتفهن النقالة بأيديهن .. وداعا لسوق «المرسلات»
قررت 40 فتاة سعودية هن أُوَل الحاصلات على البرنامج التدريبي المخصص لصيانة الجوال الأساسية، المقدم من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أن يقلن وداعا لسوق "المرسلات" الذي يعد أشهر الأسواق في صيانة الجوالات في الرياض، وذلك بعد اجتيازهن برنامجا متخصصا في صيانة الهواتف النقالة. وكشفت جولة لـ "الاقتصادية"، إضافة إلى اللقاءات مع المدربات والمتدربات في ورش التدريب، عن قرار معلن بينهن، بأنهن لن يذهبن لسوق الجوالات وسيتولين إصلاح هواتفهن بأنفسهن.
وقالت المدربة مريم السبيعي، التي تتولى تدريب 19 فتاة في الفترة الصباحية، و21 في الفترة المسائية، إنها في بداية البرنامج التدريبي اتفقت مع الفتيات الملتحقات بالبرنامج التدريبي، أنه من غير المسموح لهن الذهاب إلى محال الجوالات بعد انتهاء البرنامج التدريبي لصيانة وإصلاح وبرمجة هواتفهن، حيث سيكن قادرات على تولي أمور جوالاتهن وعائلاتهن لحين حصولهن على وظائف أو افتتاح محال خاصة لهن.
وأفادت بأن الفتيات كان لديهن حماس لاكتساب مهارات الصيانة لجميع أنواع الجوالات، لدرجة أنهن غامرن بفتح أجهزتهن الخاصة للتدريب عليها ولم يكتفين باستخدام الأجهزة المخصصة للبرنامج التدريبي، وعلى الرغم من أن التركيز كان على تدريبهن على الأجهزة الحديثة لكنهن حرصن على معرفة الفرق في التعامل بين البطاريات القديمة والحديثة والفرق بين فك وتركيب كل جهاز وطريقة لحامه.
وأشارت إلى أن ما يجعلها متفائلة أن إحدى المتدربات في ثالث يوم بالبرنامج التدريبي كان جوالها بحاجة إلى إصلاح شاشة، وطلبت من سائقها أن يذهب به لمحل صيانة في سوق المرسلات، فما كان من باقي المتدربات إلا الغضب منها قائلات بجدية "ونحن ماذا نفعل بعد البرنامج؟"، وبالفعل رفضن أن تقوم بإصلاحه في سوق الجوالات مصرات أن يقمن بهذا بأيديهن وتمت العملية بنجاح. من جهتها، أكدت نورة البلوشي إحدى المتدربات، أنهن وفي أول يوم من البرنامج كان قرارهن أن لا يتعاملن مع سوق الجوالات إلا في حال كونهن موظفات أو صاحبات محل، وبالفعل كان البرنامج التدريبي اللاتي حصلن عليه كافيا، حيث اشتمل على كل طرق فك الأجهزة وإعادة تركيبها واستخدام اللحام الحراري للكيابل والأسلاك وكيفية قياس "الفولت" للتأكد من صلاحية البطارية للعمل.
وبينت أنهن كمتدربات كان لديهن رغبة بالالتزام بهذا القرار، وأن يخرجن من البرنامج وقد اكتسبن المهارات اللازمة التي تغنيهن عن إصلاح هواتفهن خارجا، موضحة أن هذه الرغبة ستستمر حتى بعد البرنامج التدريبي، لعدة أسباب، منها أنهن من البداية لا يحبذن أن يطلع أحد على خصوصياتهن، إضافة إلى أنهن قمن بتأسيس "جروب" على "الواتس آب" للتواصل والتعرف على مستجدات ما حصل لهن بعد البرنامج، ولتذكير بعضهن بعضا بالالتزام بالقرار، فضلا عن تبادل الحلول في أي مشكلة قد تواجههن بالصيانة مستقبلا.
من ناحيتها، ذكرت أمل الأحمد إحدى المدربات، أن هذا القرار من الطبيعي أن يصدر من فتيات، لأنهن الأكثر حرصا على خصوصياتهن وأسرارهن، مشيرة إلى أنها لمست حماس العمل لدى الفتيات أكثر من الشباب لأن الكثيرات كن يسألن على برنامج الصيانة المتقدمة المنتهي بالتوظيف وغير المتاح للفتيات، معبرات عن أملهن في السماح لهن بالتسجيل فيه.
وقالت إنها واثقة بأن القرار ستلتزم به الفتيات مستقبلا وفي حال لم يحصلن على عمل فسيستفدن مما تعلمنه بشكل شخصي.
يشار إلى أن المرحلة الثانية من تطبيق البرامج التدريبية لصيانة الجوال رفعت نسبة الفتيات الراغبات في الالتحاق بالبرامج التدريبية نحو 18 في المائة.
واستقبلت البوابة المخصصة للتسجيل في البرامج التدريبية نحو 58 ألف طلب التحاق من شباب وفتيات.