سلمان بن عبد العزيز .. أعانك الله
- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 593
***
حافز السبت
عندما تفتح عقلك لاستقبال الأفكار الجيدة فإن حجمه وقدرته سيتسعان ولن يعودا كما كانا عليه قبل ذلك.
***
الرأي
ينتهي اليوم أهم مؤتمر أقيم لمنظمة التعاون الإسلامي وهي ثاني أكبر منظمة عابرة للقارات بالعالم بعد الأمم المتحدة، وكذلك بحجم عدد الأعضاء الذي يقارب ستين دولة، وتملك صفة أعظم وأهم من الأمم المتحدة والمنظمة الدولية الوحيدة التي تمتاز بهذه الصفة كون رابطها الأساس أنها دول بدين واحد، دين الإسلام. أهمية الاجتماع القصوى تنبع من عنوانه الأكبر حول الوحدة والتضامن من أجل العدل والسلام، والاتفاق على اعتبار فلسطين القضية الأولى في أجندة المؤتمر كموضوع زمني يجب ألا يفتر ولا تنقص عنه الحماسة، ومكافحة الإرهاب والتطرف الفكري كموضوع حاضر ملح ومهدد للجميع. ولفتني موضوعان مهمان أرجو أن تكون الجدية حولهما في أقصاها حتى الاستنفار لأنهما كفيلان بتغيير حالة الأمة وتحويلها لكتلة قوية تقف أمام أي دولة أو كتلة عالمية وتحتفظ بقرارها الحر مستقلة عن أي سيطرة أو توصيات خارجها. والعنصران هما تعزيز التعاون العلمي، والقضاء على الفقر وتطوير البنية التحتية بالدول الأعضاء. جعل هذين العنصرين واقعا بزخم وتكريس ونشاط سيكون من أهم منتجات هذا التجمع. وكم أتمنى أن نرى خطة زمنية وعملية للبدء بتنفيذ هذين البرنامجين المهمين.
***
تغريدة الأسبوع
"نأمل أن تحقق القمة الإسلامية أهدافها خدمة للشعوب الإسلامية، وتحقيقا للسلام في العالم". سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ونشارك عاهلنا آماله وأمانيه للأمة الإسلامية. بدا واضحا الآن بلا ادعاء ولا سعي أن الملك سلمان يقود العمل الإسلامي، وهذا الوضوح واقعي في حجم ما يقوم به على الساحة الإسلامية وتحركاته الكبرى وخض الركود، وإزالة الركام الذي تراكم على الأمة، ويبدو أيضا ساطعا من طريقة تعامل باقي قادة الدول الإسلامية معه وأولهم رئيس الدولة المنظمة رجب طيب أردوغان. إذن صار حجم القيادة السعودية واضحا قويا .. ومع القوة الكبيرة تأتي معها المسؤوليات الكبيرة. أعان الله القائد الإسلامي سلمان بن عبد العزيز على عظم المسؤولية.
***
الواقع
شعار المنظمة هو الوحدة والتضامن. لن يتحقق هذا التضامن إن لم تكن كل الدول الإسلامية على قلب واحد. بلا تحقق التضامن والوحدة. ستكون النتيجة حتمية من عدم الاتفاق والتنازع إلى انتفاء القدرة على تنفيذ أهداف المنظمة الإسلامية. ليس خفيا حجم الخلافات والتجاوزات على الساحة الإسلامية، ويصل بعض هذه التجاوزات إلى ما يقوم به الأعداء الصرحاء، وأحيانا أكثر. إن لم يجبر هذا الصدع، وإن لم تتفق الدول الإسلامية على إيجاد آلية واضحة لردع أي دولة تخرج عن صف الوحدة والتضامن المأمول، ستبقى المنظمة عرجاء جريحة بقلبها، وسيمتد ذلك عبر ثلث الأرض الذي تقطنه شعوب الأمة الإسلامية.
***
سؤال الأسبوع
عبد الله حميد الدين يسأل بأي لغة كان يكتب جلال الدين الرومي، ومدى الخدمة التي قدمها شعره للإسلام بانتشاره العالمي؟:
كان جلال الدين الرومي لغويا بفطرته، ويكتسب بعبقرية فريدة اللغات ويجيدها بنبوغ يفوق قدرات أهلها أحيانا. فهو يكتب بالتركية (هاجر من بلخ حيث ولد واستقر في أناضوليا ـــ تركيا الحالية) كما كتب بالإغريقية ــــ اليونانية القديمة ـــ وكانت منتشرة بأناضوليا في وقته، ولكن معظم أعماله وأهمها كتبها بالفارسية. صحيح أن الرومي أكثر الشعراء التاريخيين انتشارا في الأدب العالمي لعذوبته التي لا يجاريها به أحد، إلا أنني لا أعتقد أن شعره خدم الإسلام فهو سبق وجودية سارتر العدمية وأغضب علماء الأمة في زمانه وما زال غير مقبول ولا مستساغ بقياس الشريعة الإسلامية. مثال: يقول في إحدى قصائده: "ما يجب علي فعله؟ هل أنا مسلم؟ أني لا أعلم. أنا لست مسيحيا ولا يهوديا .. ولا مسلما" إلى أن يقول: "مكاني هو اللامكان، وأثري هو اللاأثر، ولست بدنا ولا روحا .. أنا من روح الأرواح". وترى يا عبد الله تجاوزه الصريح.
***
والمهم
أهم موظف يعمل عندك هو عقلك .. فشغله!