الشيلات الشعبية تتصدر المناسبات في نجران
الشيلات الشعبية تتصدر المناسبات في نجران
لاقت الشيلات الشعبية في نجران تفاعلا اجتماعيا كبيرا، وذلك لحضورها المميز في عديد من المناسبات الوطنية والاجتماعية والإنسانية، ما جعلها تمتلك جماهيرية عريضة يتراقص على أنغامها حتى كبار السن.
وأظهر مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، عديدا من شعراء منطقة نجران جنوب السعودية عبر برنامج "شاعر المليون" وقادهم البرنامج الشهير إلى حب الشيلات والظهور على الساحة الشعبية.
وبدا هذا الموروث الشعبي في السابق لوصف الإبل وبث الحماس حتى تنوع في وقتنا الحالي ووصلت ألوانه إلى 14 نوعا.
وقال لـ "الاقتصادية" عبدالله آل سعد المدير السابق للثقافة والفنون الشعبية في منطقة نجران، "إن فن الشيلات نبع من الإمارات التي استضافته ونظمت عديدا من المسابقات التي تشجع هذا الفن الأصيل بالتزامن مع بدء انتشار القنوات الشعبية، وشهدت تلك المسابقات مشاركة عدد كبير من المنشدين السعوديين".
وأضاف آل سعد، أن "الشيلات توهجت من خلال الاعتزاز بالوطن والقيادة عبر الشيلات الوطنية الحماسية، وكذلك في الأعمال الإنسانية المتعددة في قضايا عتق الرقاب وقضاء الديون والمناسبات الصيفية ومشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة مناسباتهم وأفراحم، حيث أسهمت الشيلات كثيرا في رسم البسمة على محياهم".
وأوضح أن منطقة نجران من أوائل المناطق التي اهتمت بالشيلات الشعبية وطورتها من خلال، شيلات القزوعي والزامل والمشرقي والصيعرية واستهواها الكثير لعدم دخول الموسيقى فيها واعتمادها على الدفوف والمؤثرات البشرية.
وبين أن من مميزات الشيلات وصفها الإبل، التي سخرها الله - عز وجل - ليستفيد الإنسان من منافعها الكثيرة ومساهمتها أيضا في انتشار القصائد ومحافظتها على التراث الشعبي، حتى وصل الحال لتكون مطلبا ضروريا في أغلب المناسبات وفي عدد كبير من مناطق المملكة، كونها تسهم في غرس العادات والقيم لدى الأجيال القادمة وتعود بمردود مادي مميز للمنشدين.
وأشار آل سعد إلى وجود سلبيات، لكن ليست مؤثرة أو تفقد هذا الفن أهميته، فعلى سبيل المثال في مناسبات الزواج أصبح الجميع يعتمد على الشيلات من خلال المسجلات وأغفلوا تفعيل الرقصات الشعبية المعتادة، مع قيام بعض المنشدين بتغيير الفولكلور لبعض الشيلات، إضافة إلى دخول عدد كبير من المنشدين على الرغم من عدم امتلاكهم المقومات اللازمة.
وقال المواطن مهدي الغباري أحد المتابعين لهذا المجال "إن الشيلات في بدايتها تسلط الضوء على قضايا اجتماعية بحتة إلا أنها في الآونة الأخيرة تركزت على المدح والتباهي بالماضي دون التركيز على المشكلات المجتمعية التي أسهمت الشيلات في معالجة كثير منها مع احتواء عدد منها على مؤثرات موسيقية، بحيث يصعب حاليا تصنيفها، فالبعض منها موروث شعبي والآخر فن شعبي.
وأكد الغباري سرعة انتشار الشيلات التي فيها نوع من الفخر الذي يتسبب أحيانا في التعصب القبلي، مطالبا الشعراء والمنشدين بالالتزام بالأنظمة الصادرة من وزارة الثقافة والإعلام التي تمنع نشر ما يؤدي إلى النعرات القبلية والعصبية وشق وحدة الصف.
من جانبه، قال أحد شعراء الشيلات، "إن هذا الفن بدأ بشكل جميل لا يتجاوز بيتين من الشعر في القلطة والمحاورة على طريقة موال ومن ثم تطور بعد فترة زمنية إلى أن أصبح عنصرا فعالا في مهرجانات الإبل في دول الخليج والمملكة في وصف الإبل فقط ومدحها، إلا أنها تفرع إلى اتجاهات متعددة أهمها الشيلات الوطنية".
وأوضح الشاعر أنه يتم إعطاء القصائد على حسب المناسبة بالتنسيق مع المنشد باستثناء القصائد والشيلات التي تتسبب في النعرات القبلية التي تم وضع قوانين صارمة لها أسهمت في الحد منها.
وأوضح أن من جمالياتها أيضا تقديمها من قبل بعض المنشدين بدون مقابل في بعض المناسبات الاجتماعية مثل العفو عن بعض السجناء عند أصحاب الدم، إلا أنها أصبحت أخيرا تنفذ بمبالغ كبيرة، مبديا استغرابه من كثرة المنشدين المغمورين، الذين يسوِّقون لأنفسهم عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي ونشر أرقام هواتفهم وإطلاق مسميات وألقاب لا تتناسب مع الدور الفعال للمنشد".