المشراق

راعي البندق

راعي البندق

علي بن رشيد بن محمد الخياط، شاعر فحل وبطل شجاع من مدينة عنيزة، عرف بوطنيته وحماسته الشديدة للدفاع عن مدينة عنيزة، وله في ذلك قصائد حربية تعتبر من روائع الشعر النبطي، منها هذه القصيدة، التي اشتهرت شهرة فائقة في الجزيرة العربية، ومنها البيت الشهير الذي يفتخر فيه ببندقيته: لي بندق ترمي اللحم لو هو بعيد ما وقفت بالسوق مع نقالها وبسبب هذا البيت لقب شاعرنا براعي البندق. توفي الخياط في حدود سنة 1294هـ تقريبا. وكان قد رحل في سنواته الأخيرة إلى مدينة بريدة مغاضبا لأمير عنيزة الشهير زامل العبدالله السليم- رحمهما الله جميعا. نشرت القصيدة الآتية في عدد من المراجع، وأول من نشرها حسب علمي هو ألبرت سوسين في كتابه "ديوان وسط الجزيرة العربية"، ص 49، المطبوع عام 1900، ومطلعها كما في أدق الروايات، وهي رواية الأديب الراحل عبدالرحمن بن إبراهيم البطحي- رحمه الله: يا دارنا لا ترهبي يومك سعيد حنا حماة الدار وشب اشعالها قال علي الخياط من شعراء عنيزة في القصيم هذه القصيدة في حروب مدينة عنيزة زمن الدولة السعودية الثانية: هذي عنيزة ما نبيعه بالزهيد دونك ودون الغين مخضر الجريد يا شيخ يا اللي ما نشا مثلك وليد لو جبت عناز وشمر والرشيد جبته وخليته كما حلقة حديد الدار دونه لابة تحمي الطريد كم سابق يوم اللقا جريه يزيد تاطا حديد وفوق راكبها حديد عينت وين الجرو تكفى لا تحيد لي بندق ترمي اللحم لو هو بعيد خماسي رصاصه ستة أشبار تزيد ربعي هل الطولات والباس الشديد أولاد علي هم عمى عين الضديد وإن كان تبغى الحكم والراي السديد والشيخ مثلك ما يحايد من بعيد والله يجازي كل جبار عنيد لى فرعن البيض نحمي جالها نروي من الضد الحريب سلالها لى رفعن الخيل شهب أذيالها ونجد جميعه دقها وجلالها شرق وجنوب وغربها وشمالها صعب على كل العدى منالها عاداتنا ضربه وضرب أمثالها توطته مركوبته بنعالها اللي تعشته الضرا وعيالها ما وقفت بالسوق مع نقالها ملح الجريف محيل يعـــبا لها خطر عزايمها تهد جبالها عقالها يوم الوغى جهالها ادحم على الديرة وهدم جالها يارد على دار بكوا نزالها منا ومنكم يوم عرض اعمالها لابة: جماعة. الضرا: السباع الضواري من ذئاب وضباع. يحايد: يتمايل هنا وهناك. تاطا حديد: يقصد حذوة الفرس. وفوق راكبها حديد: أي الفارس ومعه السلاح، الدرع والسيف وغيرها. والجريف: واد صغير (شعيب) قرب مدينة الرس في القصيم. وقد رد عليه شاعر من أهل العارض بأبيات لا داعي لذكرها، ثم رد عليها الخياط بأبيات مسكتة. ولا شك أن قصيدة الخياط هذه من أجود وأقوى القصائد الحربية، قصائد العرضة، ويصعب على الشعراء مجاراتها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المشراق