درب عجلان وهجينية المؤسس

درب عجلان وهجينية المؤسس

هناك أماكن في بلادنا لم تحظ بنصيب من الدراسة والاهتمام، مع أن الذاكرة الشعبية لا تزال تحتفظ ببعض المعلومات عنها، ومن بين هذه الأماكن درب عجلان. وهو درب أو طريق قديم وعر المسالك يقع في الجهة الشمالية من بلدة نعام، وينطلق من بين أحد الشعاب، ويسير هذا الدرب في تعرج حتى يعتلي الجبل. وقالوا إن درب عجلان سمي بهذا الاسم نسبة لرجل بدوي كان يرعى أغناما لبعض سكان نعام. وقد أسس هذا الطريق وبدأ يذهب بالأغنام معه. وبعد ذلك تكاتف بعض أهالي نعام وعملوا على رصفه وتوسعته حتى أصبح بهذا الشكل. وقال آخرون إن درب عجلان سمي بهذا الاسم لأنه طريق مختصر يسلكه كل من هو في عجلة من أمره، ويبدو لي أن الرأي الثاني أقرب للصواب. والطريف أني رأيت في "تاريخ دمشق" لابن عساكر، و"الدارس في تاريخ المدارس" للنعيمي ذكرا لشارع قديم في مدينة دمشق اسمه "درب عجلان".
وتقول الرواية: إن الملك عبد العزيز بعد أن انتهى من حرب الحريق عام 1328هـ، أقام عند أمير نعام سعود بن حسين آل هلال، وحين أراد الخروج مع أتباعه ورفاقه سلك هذا الطريق الواقع شمال نعام "درب عجلان"، فأصابهم وأصاب إبلهم خلال عبورهم هذا الدرب تعب شديد، فقال الملك عبد العزيز هذه الأبيات الهجينية:

عسى الركايب تجنب درب عجلان
حيثه هل الهجن عجزوا لا يذبونه

اللي تشيط يجرُونه بالأرسان
واللي هزيل مع الطفه يدزونه

أبوي يا نوم عيني لا تباطاني
الجيش هزل وربعي ما يحنونه

ادخل على الله ذلولي حيلها واني
حتى علفها عيوا لا يشيلونه

وهناك رواية أخرى للقصيدة تختلف بعض الشيء في مفردات يسيرة:
عسى الحيا ما يسقي درب عجلان
اللي هل الهجن عجزوا لا يذبونه

اللي قوي يجرُونه بالأرسان
واللي هزيل مع الطفه يدزونه

أبوي يا مسندي ليا تباطاني
الجيش هزل وربعي ما يحنونه

الأكثر قراءة