قبل 21 عاما .. «الداخلية» تعلن أول قائمة إرهابية في المملكة
منذ أكثر من 21 عاما أعلنت الأجهزة الأمنية السعودية هوية أول قائمة إرهابية في المملكة، وهم الذين نفذوا حادثة تفجير العليا عام 1995م، وكانوا أربعة أشخاص سعوديين، وبثت اعترافاتهم على التلفزيون السعودي وتحدثوا بالتفصيل عن العملية وكيف خططوا لها، وبعد فترة قليلة تمت محاكمة الأربعة وإعدامهم وهم: عبد العزيز المعثم، وعايض الشمراني، ورياض الهاجري، وخالد السعيد.
وبعد ثماني سنوات من الهدوء من حدوث الأعمال الإرهابية، توالت بعد الأحداث الإرهابية، وبدأت في 18 مارس (آذار) 2003 عندما تم تفجير منزل في حي الجزيرة شرقي الرياض بعبوة ناسفة أعدها الإرهابي فهد الصاعدي لتبدأ بعدها حملة من الأعمال الإرهابية طالت مختلف مناطق المملكة.
ومن عام 2003 وحتى عام 2006 تعرضت المناطق السعودية لموجة من الهجمات العدوانية التي شنها تنظيم القاعدة استهدفت مقار أمنية ومنشآت حكومية وأماكن سكن خاصة بالأجانب أوقعت عديدا من القتلى.
وبحسب بعض التقارير بلغ عدد الحوادث الإرهابية التي تعرضت لها السعودية حتى عام 2011 نحو 98 عملية إرهابية راح ضحيتها أكثر من 90 شخصا من المدنيين إضافة إلى إصابة نحو 608 آخرين فيما تكبدت الأجهزة الأمنية خسائر بشرية بين منسوبيها بلغت نحو 65 وإصابة نحو 390، واختلفت بعض الإحصاءات من تقارير أخرى لكن تظل الضحايا من المدنيين أكثر من العسكريين.
وفي مايو 2003، شن هجوما على ثلاثة مجمعات سكنية يقطنها 12 من الأجانب في الرياض قتل فيها 20 شخصا و194 إصابة، من ثلاث سيارات مفخخة، ومن الشهر نفسه شاهدت إحدى الدوريات الأمنية على بعد عشرة كيلو مترات شمال شرقي مدينة تربة على طريق (حائل ـ لينة) سيارة جيب تويوتا يستقلها شخصان متوقفة على الطريق واشتبه فيها، وعندما طلب رجال الأمن من السائق إثبات هويته هرب، وقام رجال الأمن بمطاردته حيث سلك طريقا صحراويا وأثناء المطاردة قام الهاربان بإلقاء قنبلة يدوية على رجال الأمن ما نتج عنه استشهاد كل من جندي أول درداح بن وقاع الشمري، والجندي سعود بن عبد الله الشمري، وإصابة الجندي فرحان بن حمود الشمري والجندي عبد الله بن مشعل الشمري.
فيما توفي أمريكي أصيب بجروح خطيرة بالرصاص في قاعدة بحرية متأثرا بجروحه في حزيران (يونيو) 2003، وكان يعمل في قاعدة الملك عبد العزيز في الجبيل المدينة الساحلية الصناعية.
وتم تفجير مجمع المحيا السكني الذي يسكنه أغلبية من المواطنين العرب والمسلمين والذي توافق مع شهر رمضان الذي يعتبر حسب النصوص الإسلامية من الأشهر الحرم التي يحرم فيها سفك الدماء، وكانت حصيلة هذا الهجوم 12 قتيلا و122 جريحا من الأبرياء، في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003.
وفي العام الذي يليه تحديدا في نيسان (أبريل) 2004 استهدف انتحاريون مبنى الإدارة العامة للمرور في الرياض، بسيارة مفخخة، نتج عنها مقتل أربعة من رجال الأمن، إضافة إلى مدني، وإصابة 148 شخصا.
واقتحم مسلحون أحد المواقع الصناعية في مدينة ينبع، وقتل خمسة أشخاص (أسترالي وأمريكيان وبريطانيان) إضافة إلى رجل أمن سعودي، وإصابة 14 من زملائه، كان ذلك في أيار (مايو) 2004. وفي الشهر نفسه، تقتحم مجموعة مسلحة مجمع الواحة السكني في مدينة الخبر، وتحتجز 45 رهينة، وتقتل العشرات من ساكنيه، قبل أن تتمكن قوات الأمن السعودي من اقتحام المبنى بعد 48 ساعة، وتحرير الرهائن.
وفي 6 حزيران (يونيو) 2004 قتل المصور التلفزيوني الإيرلندي سيمون كامبرز وأصيب زميله البريطاني فرانك جاردنر مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لشؤون الأمن في اعتداء في حي السويدي في العاصمة السعودية الرياض. أما في 6 كانون الأول (ديسمبر) 2004 محاولة اقتحام فاشلة لمبنى القنصلية الأمريكية في جدة، انتهت بمقتل ثلاثة مسلحين، وإلقاء القبض على اثنين آخرين، وسقوط عدد من القتلى من غير الأمريكيين، ومن الشهر نفسه عملية متزامنة، استهدفت الأولى مقر وزارة الداخلية في الرياض، عبر انتحاري فجر سيارة، وأصيب رجل أمن عند حراسات البوابة الشرقية، والثانية استهداف مقر مركز تدريب قوات الطوارئ الخاصة في الرياض، عبر انتحاريين حاولا تفجير سيارة بالقرب من المركز، قبل أن تفجرهما السلطات الأمنية قبل دخول السيارة إلى مقر المركز. و لم يكن الإرهاب في السعودية، وليد أحداث الـ12 من أيار (مايو) 2003، حيث إنه في تشرين الثاني ( نوفمبر) 1979 احتلت جماعة جهيمان العتيبي الحرم المكي الشريف، وقد نجحت السعودية في مواجهة هذه الجماعة والقضاء عليها، لتشهد في عام 1995 تفجيرا في العاصمة الرياض وتفجيرا آخر في الخبر عام 1996.
ففي 25 حزيران (يونيو) 1996، وقع انفجار ضخم بالقرب من مجمع سكني يقطن فيه أمريكيون يعملون مع سلاح الطيران في مدينة الظهران، وأدى إلى مقتل 19 أمريكيا وسعوديا وجرح 372 شخصا، وحامت الشبهات حول دور إيران في الحادث، لكن في كانون الأول (ديسمبر) 2006، وجه رويس لامبيرس القاضي الأمريكي، الاتهام إلى إيران بالضلوع في التفجيرات، وأصدر حكما بذلك، وكانت تلك المرة الأولى التي توجه فيها جهة رسمية أمريكية الاتهام إلى إيران بالتورط في تلك التفجيرات.