تركي بن سعود: الجهات الأمنية والعسكرية تستفيد من معلومات الاستشعار عن بعد
أوضح لـ"الاقتصادية" الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن معلومات الاستشعار عن بعد تستطيع تصوير أي موقع بشكل يومي، مضيفا أن ذلك يفيد الجهات الأمنية والعسكرية كافة.
وقال إن مؤتمر الاستشعار عن بعد يأتي للاطلاع على ما يستجد من تقنيات ووسائل تستخدم في الاستشعار عن البعد وأيضا التعاون بين الجهات سواء المحلية والدولية.
وأكد أن الاستشعار تقنية مهمة لتنمية أي دولة لأن الكثير من الجهات تحتاج إلى ربط المعلومة بالخريطة التي تتطلب صورا فضائية لتحديث المعلومات، مشيرا إلى أن الدولة حرصت على هذا المجال من فترة طويلة وقد هيأت لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لاستقبال أحدث وأدق الصور الفضائية يستفيد منها الكثير من الجهات في الدولة سواء كانت عسكرية أو مدنية.
وبين أن مدينة الملك عبد العزيز مسؤولة عن استقبال الصور وتأمينها لكل الجهات، كما أن هناك جهات مسؤولة عن الخرائط مثل هيئة المساحة العسكرية، مضيفا أن الجهات تتعاون وتتكاتف من أجل توفير المعلومة. وأوضح الأمير الدكتور تركي بن سعود، أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تعمل على تحويل اقتصاد المملكة إلى اقتصاد قائم على المعرفة عبر عديد من المبادرات الاستراتيجية منها تعزيز القدرات الوطنية في مجال البحث العلمي والتطوير التقني، وقد أثمرت تلك الجهود والدعم غير المحدود على إيجاد بنية تقنية متطورة وكوادر وطنية مؤهلة في عديد من المجالات التقنية ومنها تقنيات الاستشعار عن بعد.
وأكد خلال افتتاحه أمس فعاليات المؤتمر الدولي للاستشعار عن بعد، الذي تنظمه المدينة بالتعاون مع أرامكو السعودية بأحد فنادق الرياض، تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أن المدينة قامت منذ نحو 30 عاما بتسخير تقنيات الاستشعار عن بعد لتلبية متطلبات التنمية في المملكة عبر تزويد عديد من الجهات المختصة بالصور الفضائية عالية الدقة، حيث تم تصوير أكثر من عشرة ملايين كيلومتر مربع من مختلف الأقمار الصناعية في عام 2015.
وأشار إلى أن المدينة واصلت تطوير قدراتها التقنية ومواردها البشرية في هذا المجال، حيث تمكنت من بناء وإطلاق أول الأقمار السعودية للاستشعار عن بعد يحمل اسم "القمر الصناعي سعودي سات 3" بدقة تصوير تصل إلى مترين ونصف المتر وعمر افتراضي يبلغ خمس سنوات وعمر تشغيل حقيقي وصل إلى سبع سنوات. وأفاد أن المدينة تمتلك قدرات استقبال عبر محطاتها الأرضية من ستة أقمار صناعية عالية التباين، كما تمتلك طائرة مزودة بأجهزة رصد عن طريق الماسح الليزري LIDAR وكاميرات الأطياف المتعددة، موضحا أن المملكة تعد أول دولة بعد الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك قدرات استقبال بيانات القمر الصناعي (دبليو في ثري) الذي يعد الأعلى وضوحا على المستوى التجاري في العالم، بدقة تصل إلى واحد وثلاثين سنتيمترا، وأكد الأمير تركي بن سعود أن المدينة ستواصل تطوير إمكاناتها في مجال تقنيات أقمار الاستشعار عن بعد بأنواعها المختلفة بما في ذلك الاستشعار الكهروضوئي والراداري، كما تعتزم تطوير وإطلاق عديد من الأقمار الصناعية عالية الدقة في المستقبل لتلبية احتياجات المملكة الاستراتيجية في هذا المجال، وتعمل المدينة حاليا على إطلاق منصة إلكترونية بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة تتيح للمختصين البحث في مكتبة الصور الفضائية والحصول على الصور المطلوبة آليا. من جانبه، تحدث الدكتور سعد بن محمد الهملان أمين عام اللجنة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية بالهيئة العامة للمساحة، عن اهتمام حكومة المملكة بالمعلومات الجغرافية المكانية في دعم صناعة القرار للخطط التنموية في الرعاية الصحية والتعليم وخدمات الكهرباء والماء والاتصالات وشبكات الطرق والتطور العمراني والصناعي والزراعي والاجتماعي وفي مجال الأمن والبيئة والسياحة. وأوضح الدكتور الهملان في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الصعب، رئيس الهيئة العامة للمساحة، أن اللجنة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية قامت برسم السياسات الوطنية للمعلومات الجغرافية المكانية من أجل تطوير البنية التحتية الوطنية للمعلومات الجغرافية المكانية وتطبيقاتها، وتوحيد مصادرها من أعمال المسح الأرضي والبحري والتصوير الجوي والفضائي وإنتاج الخرائط وذلك لمواكبة التوجه الاقتصادي والتنموي للمملكة. وأشار إلى أن تحديد الأولويات تأتي من خلال تطوير استراتيجية وطنية لتوجيه الجهود حول البنية التحتية الوطنية للمعلومات الجغرافية المكانية وفق أحدث المعايير والمواصفات الوطنية والدولية متكاملة مع البنية التحتية لبرنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية وتوافر آليات النقل والتبادل والتسويق والبيع لمنتجاتها وخدماته. وأكد الدكتور الهملان أن جميع الجهات وممثليها يعملون في اللجنة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية على تطوير أوجه التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص من خلال الزيارات والتواصل لجمع المعلومات المتعلقة برسم السياسات الوطنية في مجال بناء وإدارة ونشر المعلومات الجغرافية. بدوره بين الدكتور محمد بن سعود الفرحان رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر مدير المركز الوطني لتقنية الاستشعار عن بعد بالمدينة، أن المؤتمر يهدف إلى التعريف بأحدث التطورات العلمية والتقنيات الحديثة في مجال الاستشعار عن بعد، مشيرا إلى أنه سيتم خلال أيام المؤتمر طرح أكثر من 44 ورقة علمية تناقش التطبيقات والنظم التحليلية في مجال الاستشعار عن بعد يقدمها نخبة من الخبراء والمختصين في هذا المجال.
وأفاد الدكتور الفرحان أن المؤتمر يصاحبه معرض متخصص يضم أكثر من 30 جهة من القطاعين الحكومي والخاص وجهات دولية يعرضون آخر ما توصلت إليه التقنيات في مجال الاستشعار عن بعد إضافة إلى الخدمات والحلول التقنية لكثير من التطبيقات المدنية والعسكرية.
بعدها كرم رئيس المدينة عددا من الباحثين الذين أسهموا في نقل وتوطين تقنيات الاستشعار عن بعد بالمملكة العربية السعودية، كما كرم رعاة المؤتمر.