رفسة جاهل تقتل عالما

رفسة جاهل تقتل عالما

أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحاس، النحوي المصري، - والنحاس نسبة إلى من يعمل النحاس-، العلامة إمام العربية، اللغوي الأديب المفسر، أحد الفضلاء والنبلاء، ولد بمصر ثم ارتحل إلى بغداد وأخذ علوم العربية من الزجاج وسمع الحديث هناك، إذ روى عن أبي عبد الرحمن النسائي، وأخذ النحو عن أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش النحوي، وأبي إسحاق الزجاج، وابن الأنباري، ونفطويه، وأعيان أدباء العراق، والتقى مع أصحاب المبرد.
وصف النّحّاس بأنه من أذكياء العالم، وقالوا: ولولا بخل فيه لكمل حاله، لما فيه من صفات النبل والكمال. وله مؤلفات قيمة كثيرة منها: "تفسير القرآن"، و"إعراب القرآن"، و"اشتقاق الأسماء الحسنى"، و"المعاني"، وفسر عشرة دواوين وأملاها، و"الكافي في النحو"، و"الناسخ والمنسوخ"، و"شرح أبيات سيبويه"، ولم يسبق إلى مثله، و"شرح المعلقات"، و"الدواوين العشرة"، وكتاب "التفاحة في النحو".
وفاته:
تُوفي أبو جعفر النحاس غريقا في مصر يوم السبت الخامس من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (338)، وكان سبب وفاته أنه جلس على درج المقياس على شاطئ النيل، وهو في أيام مده وزيادته، وهو يقطِّع بالعروض شيئا من الشعر، فقال بعض العوام: هذا ساحر يسحر النيل حتى لا يزيد فتغلو الأسعار، فرفسه برجله في النيل فذهب في المد غريقا، ولم يُرَ بعدها قط. ولذلك يصف بعض العلماء المعاصرين أبا جعفر النحاس بشهيد علم العروض، وضحية الجهل والغباء والخرافة.

الأكثر قراءة