الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأحد, 7 ديسمبر 2025 | 16 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.7
(-1.14%) -0.10
مجموعة تداول السعودية القابضة161.5
(-2.53%) -4.20
الشركة التعاونية للتأمين118.8
(-0.42%) -0.50
شركة الخدمات التجارية العربية116.6
(-0.77%) -0.90
شركة دراية المالية5.42
(0.18%) 0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب33.72
(3.37%) 1.10
البنك العربي الوطني22.28
(1.09%) 0.24
شركة موبي الصناعية11.12
(0.00%) 0.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة31.08
(-4.43%) -1.42
شركة إتحاد مصانع الأسلاك21.6
(-0.18%) -0.04
بنك البلاد25.76
(-0.54%) -0.14
شركة أملاك العالمية للتمويل11.51
(0.44%) 0.05
شركة المنجم للأغذية54.3
(-1.90%) -1.05
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.09
(0.75%) 0.09
الشركة السعودية للصناعات الأساسية54.75
(-0.36%) -0.20
شركة سابك للمغذيات الزراعية115.5
(-0.43%) -0.50
شركة الحمادي القابضة28.68
(-0.35%) -0.10
شركة الوطنية للتأمين13.05
(0.08%) 0.01
أرامكو السعودية24.44
(-0.33%) -0.08
شركة الأميانت العربية السعودية17.05
(0.29%) 0.05
البنك الأهلي السعودي37.28
(0.16%) 0.06
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات30.44
(0.07%) 0.02

.. قد يكون أغرب لقاء في حياتي حتى الآن. والقصة بدأت عندما جاءتني هذه الرسالة على صفحتي في الـ"فيسبوك": «.. نحن مجموعة من الشابات والشبان المسيحيين في مصر، ونود أن نلتقي بك في نقاش علمي حول أنثربولوجيا الأديان التي كتبت عنها. ويسعدنا أن نأخذك برحلة نيلية، وزيارة للكنائس القديمة، وبعض الأديرة في الوجه القبلي. ناصرة مروان جرجس». ومن القاهرة، اتصلت بعد أن أنهيت لقاءات عدة كانت في منتهى الجمال، بالشاب «صادق صليبا» المنسق. لِمَ أقولُ أعْجَب؟ سنرى.. دخلت ردهة قاعة الاجتماع في بيت قديم يفوح من كل طوبة منه عبق التاريخ.. في دخولي كان الشبابُ مصطفين من الباب للمدخل الرئيس، ويقابلهم صف البنات في انتظام لافت، ودخلت بينهم كما بروتوكول الاستقبالات الرسمية، وصافحتُ الشباب، ثم أخذني الشاب المرافق ليعرفني على البنات.. على أن البنات كنّ جميعا يضعن أياديهن في وضعية الاحترام والتهذيب الراقي خلف ظهورهن، وكانت إشارة واضحة بعدم السلام المباشر بالأيدي، ثم إنهن كن في لباس في جلال الوقار حقا، وتشع وجوههن من وراء ملفع أزرق كالحجاب.

لاحظتُ أن الجميع يضع شعارا أحمر براقا يحمل عناق الهلال والصليب تعبيرا عن أمر جلي.. وسألوني أن أتقدم ليضعوا علي وشاحا وشعارا يعلق في بدلتي، وارتجفت حيرة وإحراجا متخوفا من أن يكون الصليب أو شيئا من الأيقونات المسيحية، ولكن الوشاح جلب على وسادة حريرية بيضاء، وكان أخضر لفّ كل أعلى جسمي وخُط عليه: لا إله إلا الله. ثم لما دخلنا القاعة افتُتح الحفلُ، وتعجبت أن أرى شابا بزيّ أزهري، صعد منصة المنبر وتلا آيات من القرآن الكريم بصوت يذيب القلوب، بل يذيب ذاك الحجرَ الصلِدَ العتيق.

بعدها قامت رئيسة الحفل «كاترينا» وتكلمت عن الإسلام «العظيم» والوصف من عندها، وكيف أنه أعطى درسا إنسانيا حضاريا في التعامل مع الأديان الأخرى، وروت قصة الفاروق عمر الشهيرة في المسجد الأقصى، ثم بدأ النقاشُ مع المجموعات الحاضرة، ومعي مسألة أنثربولوجيا الأديان علميا بدون التعرض للأحداث الأخيرة ومنها تفجير الكنيسة، ولكني سألت، فوقف شابٌ نحيف جدا، ومتورد الوجه وقال: لا يمكن أن يصدق مسيحي صادق في مصر أن هذا عمل مسلم صادق.. صفقتُ فصفقت القاعة.. وفي الخروج سألتُ كاترينا: لمَ كانت البناتُ يضعن أياديهن وراء ظهورهن تحاشيا لمد اليد للسلام؟ ردّتْ: أولا احتراما للإسلام العظيم- وترى أنه بلسانها صفة العظمة مقترنة وجوبا بالإسلام- ثم سكتت.. فقلت لها مستفهما، وثانيا؟ فردت بحياء ورقي: "مش برضه كده أحسن؟!" .

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية