كنوز بالصدفة

يظل العلماء وبعض المغرمين بالكنوز يبحثون عنها لقرون وغالبا ما تنتهي حياتهم دون أن يعثروا لها على أثر!
ثم يأتي صبي جاهل أو راع لا يعرف من الدنيا سوى غنماته ليعثر على الكنز من تحف وآثار ومنحوتات ومدن كاملة ساعدت العلماء على إعادة قراءة وتفسير الأحداث التاريخية.
في أيلول (سبتمبر) سنة 1940، كان عدد من المراهقين يتجولون في الغابات بالقرب من مونتينا في فرنسا، عندما بدأ كلبهم بشم الأرض حول حفرة غامضة، وبعد أن أسقطوا عمودا حجريا إلى الأسفل، وجد الصبية كهفا ضخما تحت الأرض، زخرفت جدرانه بنحو ألفي نقش ولوحة تاريخية. قرر الصبية الاحتفاظ بالسر واستكشاف الكهف بأنفسهم للوقوف على أسراره، ولعظم ما وجدوه أخبروا أستاذهم في المدرسة الذي أقنع خبيرا بالكهوف بالتحقق من أصالة الرسومات والنقوش. قدر المؤرخون عمر الرسومات في “كهف لاسكاوس” بين 15000 و17000 سنة، ويعتقد الكثيرون أن الكهف كان موقعا لممارسة الشعائر الدينية لشعوب العصر الحجري القديم وأصبح يدعى "كنيسة سيستين لفن ما قبل التاريخ".
سنة 1820، عندما كان أحد القرويين يدعى "يورجوس كينتروتاس" يبحث في كومة من الآثار عن رخام يستخدمه في البناء، ظهر له النصف العلوي من تمثال لم يعرف ما هو إلا حينما سمع عن هذا الاكتشاف ضابط بحرية فرنسي يدعى "أوليفر فوتير" كان ينقب عن الآثار في موقع قريب من وجود المنحوتة الذي كشف عن الجزء السفلي للتمثال ليتضح أنه يعود لفينوس دي ميلو أكثر منحوتة محبوبة في العالم وتوجد اليوم في متحف اللوفر!
عام 1799، صادف مجموعة من الجنود بقيادة "بيير بوشار" حجرا بازلتيا، في أثناء هدمهم جدرانا قديمة بهدف إدخال تحسينات على حصن فرنسي قرب مدينة رشيد المصرية.
واكتشفوا أن هذا الحجر يرجع للقرن الثاني قبل الميلاد ويظهر عليه نقش لمرسوم أو أمر قضائي بثلاث لغات مختلفة: اليونانية، الديموطيقية والهيروغليفية وعرف باسم (حجر رشيد) وأمضى خبراء اللغة 20 عاما لفك أسرار رموزه الهيروغليفية، ومن ثم البدء بأول دراسات عميقة للغة المصرية القديمة.
سنة 1947، كانت مجموعة من الصبية الرعاة تبحث عن عنزة ضائعة بالقرب من مدينة أريحا القديمة، قادهم رمي أحد الصبية حجرا داخل أحد الكهوف وسماع صوت يشبه تكسر جرة فخارية لدخول الكهف والعثور على جرات فخارية عدة تحتوي على مخطوطات لأقدم النصوص المعروفة للكتاب المقدس! سنة 1982، كان الغطاس "مهميت كاكير" يبحث عن إسفنج البحر عند "ساحل البيورون" التركي، عندما صادف أنقاض سفينة غارقة بطول 50 قدما. أمضى علماء الآثار عشر سنوات في دراسة حطام السفينة، وعلى مدار 20 ألف غطسة، تمكنوا من استعادة الكنز الدفين الذي يعود للعصر البرونزي، الذي تضمن تحفا تراوح بين أنياب الفيل وأسنان فرس النهر إلى المجوهرات حتى خنفسة سوداء نقش عليها اسم الملكة نفرتيتي المصرية، ومن خلال قطعة خشب تبين أن عمر السفينة 3300 سنة!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي