روبن هود.. النبّال.. نصير الفقراء
هناك شخصيات برزت في التراث الإنساني، وغلب على ظن الناس أنها شخصيات لا حقيقة لها، وإنما هي من وحي الخيال، نظراً لما لحق بها من أسطرة.
روبن هود شخصية أسطورية إنجليزية معروفة في الفلكلور الإنجليزي، تختلف قصصه في كل فترة من التاريخ. ولكن ما يثبت وجوده هو تكرار اسمه في كثير من الروايات عبر التاريخ الإنجليزي. على أن بعض المؤرخين والباحثين يعتقدون أن روبن هود شخصية خيالية.
برز روبن هود كرجل خارج على القانون. لكنه فارس وشجاع، عاش في العصور الوسطى وكان يتمتع ببراعة مذهلة في رمي السهام والنبال، وكان يسرق من الأغنياء، ليعطِي الفقراء. وحارب روبن هود الظلم والطغيان، إذ كان يعمل هو وعشرات من أتباعه في هذا المجال.
ومن خلال روايات الفلكلور الإنجليزي عن روبن هود نتوصل إلى الأفكار والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في إنجلترا في القرون الوسطى. كان المجتمع الإنجليزي آنذاك يضم فئة قليلة من الأسياد الأثرياء وفئة كبيرة من الفقراء. وثمة فئة الخارجين على القانون. وكل فئة من هذه الفئات لها قيم وعادات خاصة بها.
كان روبن هود رجلا خارجا عن القانون، يعيش مع أنصاره في غابات شيروود الملكية، واشتهر بشجاعته وفروسيته وبإسراعه إلى مساعدة المحتاجين ونصرة المظلومين، ولذلك كان يعامل فقراء الناس بلطف، وحارب عمدة توتنجهام، الذي تظهره الرواية كمرتشٍ فاسد، اضطهد الفقراء. وفي قصة روبن هود نجد كثيرا من القصص والأغاني الشعبية التي ترجع إلى القرن الرابع عشر الميلادي. ولهذا وغيره أصبح روبن هود بطلا لدى جمهور الناس.
عاش روبن هود وفقا للأسطورة ـ مع أتباعه في غابة شيروود في توتنجهامشاير في القرن الثاني عشر الميلادي. ومن أفضل أصدقائه المعروفين، فرايرتك، البدين المرح، وليتل جون، الماهر في رماية السهام من القوس وميد ماريان، المحبوب لدى روبن هود، الذي يعامله بأدب جم واحترام شديد.
وظهرت شخصية روبن هود في التراث الإنجليزي خلال القرن الثالث عشر الميلادي في عديد من المؤلفات الأدبية والروائية، وفي المحاكم على لسان القضاة. ويرى بعضهم أن الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير أشار إليه في مسرحية سيدي فيرونا أواخر القرن السادس عشر الميلادي. أنتجت هوليوود مجموعة من الأفلام والمسلسلات التي تحكي قصة روبن هود. ختاما أشير إلى أن قناة ناشيونال جيوغرافيك في برنامج ملفات محيرة، قالت، إن المؤرخين بحثوا في ملفات قديمة ووجدوا عدة مراجع تشير إلى وجود روبن هود حقيقي، إذ أمضوا سنوات طويلة في التحقيق في ملفات تعود للقرون الوسطى. هناك قصص قليلة تتحدث عن بطولات روبن هود، لكنّ هناك أغنيتين روائيتين شائعتين تحملان دلائل تشير إلى هويته، الأولى هي الأغنية الشعبية روبن هود والراهب وعمرها أكثر من 500 سنة، إذ نظمت في وسط نوتينجهام.