نور طخمتها
هذه القصيدة الغزلية السامرية الجميلة تنسب إلى أكثر من شاعر، فهناك من ينسبها لزيد بن غيام، وهو المشهور، وآخرون ينسبونها لحمد بن ناصر بن عبدالعزيز المعمر، وإلى دهيمش العبار العنزي:
تَوّْ ما شَافَتْ غَزِيْر الزِّيْن عيني
طَارَتْ الغدْفَةْ وشفْتْ اللي تَحَتْهَا
الجدَايل فوْق مَتْنَه سَبْحتيني
يا صباح الخير يا نُوْر طْخَمَتْهَا
بَسّ عذْرُوْب الحبيّب شارتيني
مَعْ سُوَاد عْيِوْنَهَا طُوْل رْقبَتْهَا
لعْنبُوْك خْذِي ذلولي وارحميني
عندكم تخْلَفْ ولا عند وْرثَتْهَا
يا علي ما شفت حالي يا ضنيني
منْ هَنُوْفٍ شَايَة القلب شْلَعَتْهَا
ليتني ما شفت وَضَّاح الجبيني
يعلم الله يا علي حالي خَذَتْهَا
عنز رِيْمٍ ذَيّرُوْهَا مْسَلَّحِيْني
قَادَتْ الغزلان والريم تْبَعَتْهَا
شافَتْ القَنَّاص يَدْرِق بالبطِيْني
سَمْعَتْ البَارُوْدْ بالخَايعْ رمَتْهَا
شبه حَمْرَا رَبَّعَتْ بالقريتيني
سَلَّفَتْ قِدْم المظَاهِيْرْ وتَلَتْهَا
شرح الألفاظ:
الغدفة: غطاء الوجه للمرأة. الجدايل: ضفائر الشعر. متنه: متنها: أكتافها وظهرها. سبحتين: طاقين، بمقدار طول الذراعين، يقصد أنه طويل وكثيف. طخمتها: وجهها الحسن الجميل. عذروب: عيب. شارتين: علامتين. وهذا الأسلوب يسمى في البلاغة بالمدح بما يشبه الذم. لعنبوك: لعن أبوك، وتُقال غالباً عند الغضب أو العتب واللوم الشديد، وأحيانا تقال على سبيل المزح أو التعجب أو التحفيز، كما هو حال الشاعر هنا. هنوف: الهنوف: الفتاة التي تفوق قريناتها جمالا. شلعتها: اقتلعتها, أخذتها. وضاح الجبين: ذات الجبين الصلت الناعم الأبيض. حالي خذتها: نحل جسمه من عشقها والتفكير فيها. ذيروها: أخافوها. يدرق: يمشي بخفة. البطين: بطن الوادي. الخايع: الأرض المخصبة التي ارتفع عشبها، وكثر ماؤها، وهي جيدة المرعى. حمرا: ناقة حمراء. سلفت: مشت أولا. المظاهير: الإبل.