نوادر الوثائق النجدية في كتاب
في عمل مميز، وجهد كبير، قام الباحث عبدالله بن حمد العسكر بنشر كتابه "نوادر من الوثائق النجدية"، الذي صدرت طبعته الأولى في أيلول (سبتمبر) 2015 عن دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع. ويتناول هذا الكتاب دراسة وتحقيق عدد من الوثائق ذات الأهمية في التاريخ النجدي، في فترة ما قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، مما يبرز ويظهر جوانب مهمة في تاريخ المنطقة، علميا واجتماعيا واقتصاديا وأسريا. وقد اتبع الباحث منهجا فريدا في تحقيق الوثائق وتفكيك غموضها بأسلوب موحد، لعله يكون مثالا يحتذى في دراسة وتحقيق الوثائق.
وكان لاختيار نوعية معينة من الوثائق التي تعود لحقبة قديمة وغامضة، وشرح مصطلحاتها وترجمة أعلامها وتحديد أماكنها، ما يمثل بحد ذاته تاريخا لأحوال لم يؤرخ لها، وتسليط الضوء على جانب مهمل ومجهول. هذا الكتاب يقدم مادة ذات أهمية من شأنها إعادة كتابة التاريخ وأحداثه من خلال مصدر معاصر.
ويبين المؤلف أن الوثائق أوعية مصادر ومعلومات بالغة الأهمية بالنسبة لتواريخ البلدان والقرى والأماكن المرتبطة بها، ولا غنى عنها في التعريف بكثير من الأحوال الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية والسياسية التي مرت بالمناطق المستخرجة منها تلك الوثائق.
ومما تميز به الكتاب قيام المؤلف بشرح المصطلحات القديمة الواردة في الوثائق، وبعض هذه المصطلحات لم يعد مستخدما اليوم، كما قام بالتعريف بالشخصيات التي يرد ذكرها، وبذل في ذلك جهدا كبيرا ومشكورا، إذ يذكر أن الكتاب ضم تراجم جديدة لأعلام لم يسبق أن ترجم لهم، وكشف غموض آخرين منهم، وعلى رأس أولئك الشيخ عبد القادر بن عبد الله العديلي.