منوعات

«الهاشتاق» .. قوة الفكرة والانتشار والتأثير

«الهاشتاق» .. قوة الفكرة والانتشار والتأثير

على يسار صفحة موقع "تويتر"، توجد قائمة الوسوم (الهاشتاق) الأكثر تداولا في الموقع في لحظة ما، وتتناول هذه الوسوم قضايا سياسية واجتماعية. وتسارع عديد من المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء إلى رصد هذه الوسوم المتفاعلة، ونشر الأخبار والتقارير التي تحملها، لكن السؤال المطروح: كيف يخرج الوسم إلى العلن بعدما كان مجرد فكرة في ذهن أصحابه؟ يُعرّف موقع "هاشتاج دوت أورج" كلمة الوسم أو الهاشتاق بأنها عبارة أو كلمة يرمز لها بـ#، وتستخدم في موقع التدوين الصغير "تويتر"، ويستخدم الوسم من أجل إنشاء حوار ذي وجهات نظر متعددة حول موضوع معين. ويصف الموقع الوسم الناجح بأنه موجز ومباشر ويعني شيئا مهما للكثيرين ويؤثر على حياتهم، ويتجنب استخدام أكثر من وسم في التغريدة. ويشير إلى أن أكثر الوسوم نجاحا هي تلك التي تتكون من كلمة أو كلمتين كحد أقصى، على ألا تزيد كل كلمة عن ستة أحرف، خاصة أن موقع تويتر يحدد سقف التغريدة بـ140 حرفا. ومن الوسوم التي حققت رواجا كبيرا هذا العام: عاصفة الحزم، أنقذوا الرضيع، قناة السويس الجديدة، سعود الفيصل، غرق طفل سوري. ويرى رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الوسوم التي تحقق انتشارا واسعا عادة ما تلامس اهتماما شعبيا واسعا، مثل قصة غرق الطفل السوري إيلان قبالة السواحل التركية. وتقول المختصة الأردنية في مواقع التواصل الاجتماعي هديل شحادة: "في العادة يبدأ عشرة أشخاص في الكتابة حول موضوع معين، على أن يكون لهؤلاء متابعون كثر، أو ما يطلق عليهم المؤثرون، قبل أن يبدأ الوسم في التداول على نطاق واسع". وأوضحت شحادة في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" أن الأحداث التي تجري في البلاد، وتجتذب الرأي العام، تفرض وجودها في الوسوم وانتشارها بشكل كبير، وفي نهاية المطاف يتصدر الوسم قائمة اهتمامات المغردين في الموقع. وذكرت أن انتشار الوسم قد يكون مخططا له في بعض الأحيان، وأحيانا لا يتطلب الأمر تخطيطا مسبقا، فيسارع المغردون إلى الكتابة على وسم يحمل قصة معينة. لكن تظهر في تويتر وسوم لا تحمل قيمة مجتمعية، لكنها تحقق انتشارا كبيرا في تويتر، وتتسم بالسخرية والفكاهة. وترجع المختصة الأردنية ذلك إلى سعي كثيرين استخدام الموقع للتعارف وتمضية الوقت، لكنها في المحصلة لا تحقق رواجا كبيرا، مثل تلك التي تتناول قضايا إنسانية أو سياسية. بدورها، تقول الناشطة المصرية على موقع "تويتر" سارة عثمان: "كي يحصل الوسم على تفاعل كبير لا بد من أمرين: إما أن يبدأ بدعوة متابعيه بالمساهمة بأفكارهم عبر هذا الوسم، أو يبدأ الوسم بفرض ذاته على الساحة، لكن يجب أن يتحلى الوسم بصفات مهمة، مثل الإيجاز والوضوح وامتلاك نوع من الدعابة. وضربت عثمان مثلا بوسم طلعت ريحتكم، الذي جاء في المرتبة الأولى في لبنان، حيث خرج بواسطة تغريدة من ناشط لبناني لديه متابعون كثر، لكن في بعض الأحيان تكسر القاعدة، فيمكن لمغرد عادي بعدد متابعين قليل أن يحقق وسمه انتشارا كبيرا. ورأت أنه لا يمكن إغفال دور المؤثرين في موقع تويتر، لكن بات قسم منهم أداة لبعض شركات التسويق. وأكدت أن الوسوم التي تحمل قضية إنسانية تكون أكثر تأثيرا وانتشارا، ذلك أن المغردين يعتقدون أن ثمة مسؤولية تقع على عاتقهم تجاه هذه القضية، في حين أن الوسوم التي تخلو من رسالة يزول تأثيرها بمجرد تراجعها ولا تترك أثرا. وأشارت الناشطة المصرية إلى أن الوسم المؤثر لا يقتصر أثره على حدود العالم الافتراضي، بل يمتد إلى الواقع، فالتغريدات التي تناولت وزير العدل المصري السابق محفوظ صابر بسبب تصريحاته، أجبرته في نهاية المطاف على الاستقالة، وكذلك المصورة المجرية التي عرقلت اللاجئ السوري فصلت بسبب ضغط من «تويتر».
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات