الله لا يذري ذراك شعراوي

الله لا يذري ذراك شعراوي

عبيد بن هويدي الدوسري شاعر نبطي مجيد، لم يحظ بشهرة كبيرة إلا في حدود منطقة معينة، رغم مكانته في مجتمع الشعراء، ورغم جودة شعره. عاش في القرن الـ 14، وسكن في مدينة الشعراء مدة من الزمان، ثم رحل عنها، لكن حنينه وشوقه إليها طالما عاوده ولامس شغاف قلبه، وفي يوم من الأيام بعد أن عاش واستقر في قرية القويع ذكَّره شخص بمدينة الشعراء، فهاجت أشجانه، وتذكر محبوبته، فقال هذه القصيدة الرائعة، التي ذاعت بعض أبياتها على ألسنة المهتمين بالشعر:
الله لا يذري ذراك شعراوي
ذكرتني عصر وأنا قد نسيته
ذيك العلوم اللي مضت والدعاوي
دَيْنٍ وفا حتنه ودين قضيته
قالوا تبيع الحب وأنا غلاوي
الحب لو يجلب بسوق شريته
قلبي عليهم لون وادي سناوي
هميد ما تلقى الخضر في نبيته
ما يرجع إلا عقب نو عشاوي
غمقٍ ربابه والهوا مقتفيته
ولا هوب لا يرحم ولا هوب ياوي
يا ناس أنا درب الخطا ما وطيته
وأنا من أول في حراهم رجاوي
والليت ما ينفع ولو قلت ليته

وقوله: يذري ذراك: لا تتحرك الرياح والهواء. وشعراوي: نسبة إلى مدينة الشعراء في عالية نجد. أما وفا حتنه فتعني: وجب حينه. وسناوي: مقفر قد هلك عشبه واصفر. ولون: بمعنى مثل.
ويرد الشطر الأول من البيت الثاني عند بعض الرواة باختلاف يسير، على هذا النحو:
ذيك العلوم المرمسه والدعاوي
دين وفا حتنه ودين قضيته

الأكثر قراءة