شيكات قبل ألف سنة
تذكر بعض المصادر والموسوعات، ومنها الموسوعة العربية العالمية أن أول استخدام للشيكات كان في إنجلترا ودول أوروبية أخرى في القرن السابع عشر الميلادي. وهناك من يرى أن كلمة شيك مأخوذة من كلمة صك العربية، معتبرين أن العرب هم المخترع لهذه الطريقة في التعامل المالي، والنقاش في هذا معروف، وحتماً هذه الطريقة في المعاملات هي احتياج بشري ضروري، وكان لا بد من التوصل إليه، وربما يتوصل إليه أكثر من مجتمع، دون أن يكون لأحدهما تأثير في الآخر.
لكن لفت نظري نص عن التعاملات المالية بالإيصالات في مدينة البصرة قبل ألف سنة ذكره الرحالة الفارسي ناصر خسرو (ت 481هـ) في كتابه "سفرنامه"، الذي ترجم إلى العربية بعنوان "رحلة ناصر خسرو القبادياني"، وجاء كلام خسرو عند زيارته لمدينة البصرة العراقية عام 443هـ، إذ قال:
"وتتم المعاملات من البيع والشراء في البصرة بطريقة غريبة، فإذا أراد الإنسان أن يشتري شيئا فإنه يدفع النقود لأحد الصرافين فيعطيه الصراف إيصالا، يستطيع بموجبه شراء ما يريد، فإذا كنت في مدينة البصرة فإنك لا تستطيع شراء أي شيء من أسواقها إلا بوسيلة هذه الإيصالات التي يصرفها الصرافون مقابل النقود".
ومن الواضح أن الرحالة ناصر خسرو لم ير هذه الطريقة من قبل، إذ يصفها بالغريبة، ويبدو أنه لم يشاهدها في مدينة أخرى. علماً أنه طاف أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي، وتنقل بين مدنها خلال سفراته ورحلاته.