جور بني مروان

*الشنفرى، العدّاء والشاعر الجاهلي الشهير، صاحب لامية العرب، إحدى روائع الشعر العربي، ومطلعها:
أقيموا بني أمي صدور مطِيكم
فإِني إِلى قوم سواكم لأميل

له قصص وأخبار كثيرة ومثيرة. لكن لفت نظري خبر ذكره العلامة النسّابة الراوية محمد بن حبيب (ت 245هـ) في كتابه "أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام وأسماء من قتل من الشعراء" عن الشنفرى بعد مقتله، إذ قال: "وكان الشنفرى حلف ليقتلن مائة من بني سلامان، فقتل تسعة وتسعين، فبقي عليه تمام نذره، فمرّ رجل من بني سلامان بجمجمته فضربها فعقرت رجله فمات، فتم نذره بالرجل بعد موته".
وإن كان لي من تعليق هنا فأقول: بعض الناس ينصره الله حيّا وميتا.
* في السنوات الأخيرة من حكم بني أمية، وقد سقطت دولتهم عام 132هـ، بدأ البعض في الشكوى من جورهم واستبدادهم، فاهتبلها بنو العباس وأنصارهم فرصة لإسقاط دولة بني أمية، فنشروا الحقائق والأكاذيب بين الناس، وانتشرت الأقاويل، وذاعت الشائعات، فصدقهم وتبعهم كثيرون، وجمعوا الجيوش، فدارت المعارك، وانتصروا، وسقطت دولة الأمويين، وقامت دولة العباسيين، وما هي إلا سنوات معدودة حتى بدأ الضجر، وندم بعض أنصار العباسيين لمّا رأوا ازدياد الجور، وتفشي الظلم، فقال الشاعر أبو عطاء السندي بيته الشهير:
يا ليت جور بني مروان عاد لنا
وأن عدل بني العباس في النارِ

وإن كان لي من تعليق هنا أيضا فأقول: لا تهب عقلك لغيرك فتندم، ولا تغامر مغامرة غير محسوبة العواقب فتندم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي