الجوهري مخترع أم مجنون

الجوهري مخترع 
أم مجنون

إسماعيل بن حماد الجوهري، أبو نصر، عالم وأديب ولغوي، وصف بأنه من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلما، كما ضرب المثل بحسن خطه وجودته. وهو رحَّالة طوَّاف جاب الآفاق بحثا عن العلم والمعرفة. ودرس على أبرز عالمين من علماء اللغة في زمانه، وهما أبو علي الفارسي، وأبو سعيد السيرافي. ألّف الجوهري عددا من المؤلفات أشهرها كتاب "الصحاح" في اللغة.
وكانت وفاة الجوهري عام 396هـ، وهي نهاية غريبة في حادثة عجيبة، اتفق عليها من ترجم له، وقد وصفه بعضهم بالجنون في آخر عمره، وأن الوسوسة التي اعترته هي السبب في وفاته، بينما يرى بعض المعاصرين أن ما فعله وكان سبب وفاته هو جزء من عبقريته، ومحاولة منه لاختراع طريقة لطيران البشر، وهو تفسير منطقي لكن لم يذكره أحد من الأوائل، وهم أدرى بحال الجوهري من المتأخرين.
وقصة وفاة أبي نصر الجوهري وردت في عدد من المصادر، من بينها ما ذكره أبو البركات الأنباري (ت 577هـ) في كتابه "نزهة الألباء في طبقات الأدباء" عند ترجمته له، فقال: "واعترت الجوهري وسوسة، وانتقل إلى الجامع القديم بنيسابور، فصعد إلى سطحه وقال: أيها الناس، إني قد عملت في الدنيا شيئا لم يغلب عليّ، فسأعمل في الآخرة أمرا لم أسبق إليه. وضم إلى جنبيه مصراعي باب، وشدهما بخيط، وصعد مكانا عاليا، وزعم أنه يطير، فوقع فمات".
وهذا النص يتكرر عند ياقوت الحموي (ت 626هـ) في "معجم الأدباء"، كما يتكرر عند غيره. ومن الواضح أنه يقصد بقوله في الآخرة آخر عمره، لا كما قد يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى من أنها الحياة الآخرة، هذا إن كان عاقلا ولم يصب بالجنون.

الأكثر قراءة