الوصلة إلى الحبيب
عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي، الشهير بكمال الدين ابن العدِيم (588 - 660هـ)، محدث ومؤرخ وأديب عربي، ولد وعاش في حلب ورحل منها بعد أن احتلها التتر وهولاكو فذهب إلى فلسطين ثم القاهرة التي توفي فيها.
انتبه هذا الأديب إلى العلاقة التي تربط بين قلب الرجل وبطنه، والتي عليها المثل السائر: أقرب الطرق إلى قلب الرجل بطنه، فألف كتابا عن الأطعمة والحلويات أسماه "الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب"، وهو من أهم وأكبر الكتب العربية في مجاله. ويتألف الكتاب من مقدمة وعشرة أبواب، وذكر في المقدمة سبب تأليفه الكتاب فقال: "لما كان معظم اللذات الدنيوية والأخروية في تناول شهي المآكل والمشارب، وكان تطييب البدن والثياب مما يقرب إلى الأحباب والحبايب". أما أبواب الكتاب فجاءت على النحو الآتي:
الأول: عن الطيب تحدث فيه عن تركيب العنبرينا الممسك، وكيفية صناعته، وكذلك عن عنبرينا الصندل والعود والبخور والند بأنواعه. ثم تحدث عن الذراير، فذكر ذريرة برمكية وسعدية ووردية وبنفسجية ودواء العرق الذي لا نظير له، وغيره من الأنواع الكثيرة. ثم تحدث عن الأدهان العطرة ويذكر طريقة صنعها ومواد تركيبها، ومقدار ما يؤخذ من كل منها. والثاني: عن الأشربة. والثالث: عن المياه وصنعتها، وكيفية العمل بها، والخل واستقطاره. والرابع: في صفة سلي الإلية، أي إذابة الدهن وغليه، إما لحفظه وإما لاستخدامه، وهو ما يعرف عندنا بالودكة.
#2#
والخامس: خصه بذكر الدجاج، وتحدث عن طرق طبخ الدجاج وأنواعه. والسادس: في الأطعمة المنشفات والسنبوسك وما يجري مجراها. والسابع: عن الحلاوات والمخبوزات، وهي أنواع عديدة، أذكر منها: الخاتونية وطراطير التركمان والمكشوفة والمامونية، وهريسة الفستق والفستقية، ومعمول التمر، والمخنوقة وناصرية والكاهنين والكنافة، وكل واشكر، والملبن أو جلد الفرس، والقطايف بأنواعها، وحلاوة كشك، واللوزينج، وخدود الأغاني، والفالوذج، وعددا كبير من الحلوى. يذكر مقاديرها بدقة ثم طريقة صنعها، وكذلك الأمر بالنسبة للمخبوزات، ومنها الكعك وخبز تنوري وخبز فرني مرقد، وخبز بيض، وبقسماط والعصايد.
الثامن: المخللات والملوحات وصفة صنعها. ونحدث في هذا الباب عن الصلصة.
التاسع: في ذكر أنواع الأشنان والصابون المطيب.
العاشر: عن تصعيد المياه وتطييب رائحة الفم. ويقصد بالتصعيد عملية التقطير، فيتحدث عن صناعة ماء الورد ومقاديره وأنواعه، وتصعيد الزعفران، والكافور، والعود والصندل وماء السنبل، والقرنفل وماء القرفة والنمام وقشور الأترج، ويذكر صفة الآس وصفة زهر النارنج والزيزفون والريحان وصفة الياسمين المصري الأبيض وغيره.
صدر الكتاب مطبوعا لأول مرة عام 1408هـ ضمن منشورات جامعة حلب، بتحقيق سليمى محجوب ودرية الخطيب.