شركة الضيافة التراثية .. تتويج لمسيرة «السياحة والآثار» في تنظيم شركات الاستثمار السياحي
تمثل "الشركة السعودية للضيافة التراثية" التي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بوضع حجر الأساس لباكورة مشاريعها من خلال (فندق سمحان التراثي بالدرعية التاريخية) الخميس الماضي، ضمن حفل افتتاح مشروع حي البجيري في الدرعية، إحدى أهم شركات الاستثمار السياحي التي عملت عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتم إقرارها أخيرا من الدولة، لتتوج مسيرة طويلة للهيئة في تطوير السياحة الوطنية واستكمال البنية التنظيمية لهذا القطاع، وتحفيز وتطوير الاستثمار فيه، وتنظيم وإطلاق شركات الاستثمار السياحي.
كما تأتي "الشركة السعودية للضيافة التراثية" كأحد المشاريع الرئيسة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، وضمن مرحلة جديدة من دعم الدولة واهتمامها بالاستثمار في مواقع التراث العمراني ترسيخا لأهميتها في الذاكرة الوطنية، ولتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج، وذلك من خلال مشاركة الدولة في تأسيس الشركة بقرار مجلس الوزراء.
وقد أوضح الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة العليا لتطوير الدرعية، خلال كلمته في الحفل أن فندق سمحان التراثي يعد باكورة مشاريع شركة الفنادق والضيافة التراثية التي أسستها الهيئة، بمشاركة صندوق الاستثمارات العامة وعدد من الشركات المساهمة التي آمنت بجدوى الاستثمار في صناعة التراث، وما ينتج عنه من قيمة وطنية مضافة وإسهام في بلورة قيم الهوية الوطنية وفرص الاستثمار والعمل وستعلن الشركة عن مشاريعها تباعاً.
وقد تم إطلاق "الشركة السعودية للضيافة التراثية" برأسمال 250 مليون ريال، من خلال حفل توقيع عقد التأسيس برعاية الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، في المتحف الوطني بالرياض، بحضور عدد من الوزراء وأمناء المناطق، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة.
وقد أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال كلمته في حفل التأسيس، أن الشركة تأتي في إطار اهتمام الدولة باستثمار وتنمية التراث الحضاري الوطني وأحد مشاريعه المهمة التي تؤسس للتوسع والتطور في الاستثمار السياحي بمشاركة الدولة، والانطلاق في تأسيس الشركات وإطلاق المبادرات التي ستسهم في إحداث نقلة نوعية في السياحة الوطنية، وذلك ضمن مسارات التطوير السياحي التي بدأتها الهيئة بتنفيذ استراتيجية السياحة الوطنية التي أقرتها الدولة.
وجدد التأكيد على حرص الهيئة من خلال مشاريع التراث العمراني في كل مناطق المملكة على إخراج التاريخ الوطني من الكتب إلى المواقع التي احتضنت هذا التاريخ، حتى يتمكن المواطن من أن يعيش التجربة حية في مواقع التراث الوطني ويرتبط بتاريخ بلاده وملحمة تأسيس هذه البلاد ووحدتها.
وقال إن الشركة ستنتقل في مرحلة لاحقة إلى فتح المساهمة العامة، كما ستقوم بتأسيس شركات فرعية تراعي مساهمة المستثمرين المحليين في كل مشروع تثبت جدواه، حيث سيتم بإذن الله إنشاء الفنادق والنزل التراثية وستقدم منتجات جديدة في جميع أنحاء المملكة.
وللشركة عدد من الأهداف المراد تحقيقها، ومنها إنشاء وإدارة مرافق الإيواء السياحي التراثية ومطاعم للضيافة التقليدية، إعداد هوية للضيافة التراثية تكون ذات جودة عالية وقابلة للتطبيق ومعروفة على الصعيد الدولي للاستفادة من الأصول التراثية الفريدة للمملكة، وإبراز قيمة التراث الأصيل وإثراء جوانب الاعتزاز الوطني بالتراث بين مواطني المملكة.