«عيش السعودية».. مبادرة لتعزيز الانتماء وغرس الوطن في قلوب الشباب

«عيش السعودية».. مبادرة لتعزيز الانتماء وغرس الوطن في قلوب الشباب
«عيش السعودية».. مبادرة لتعزيز الانتماء وغرس الوطن في قلوب الشباب

أعلن الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة العليا لتطوير الدرعية، خلال كلمته في حفل افتتاح مشروع تطوير البجيري في الدرعية التاريخية، الذي أقيم برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء الخميس عن إطلاق "مبادرة عيش السعودية".

وأشار إلى أن المبادرة تهدف إلى تعزيز الانتماء وغرس الوطن في قلب المواطن وتمكين فئات المجتمع والشباب منهم، خصوصا من التعرف على مواقع بلادهم والاستمتاع بها والاعتزاز بتاريخها ومكوناتها وأهلها واستشعار المعجزات التنموية والإنسانية، التي حصلت على أرض هذه البلاد الطاهرة والوحدة التي نتفيأ ظلالها في محيط يموج بالتحديات.

وبين الأمير سلطان بن سلمان أن هذه المبادرة تنطلق بشراكة مع إمارات ومجالس التنمية السياحية في المناطق، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة التعليم، ودارة الملك عبدالعزيز، ووزارة الثقافة والإعلام، وعدد من الشركات الوطنية منها أرامكو السعودية، والخطوط الجوية السعودية، وشركة ناس، وشركة الاتصالات السعودية، وغيرها.

#2#

وأوضح رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن المبادرة تستهدف في مرحلتها الأولى تمكين مليون طالب من زيارة مواقع في أرجاء الوطن ليعيشوا بلادهم ويتعرفوا عليها واقعا مشرقا وليعرفوا أن وطننا لم ينشأ صدفة، ولم يبن فجأة وأن أجدادنا وآباءنا آمنوا برسالة الوحدة الوطنية وأنها حتمية لبقائهم وحملوا راية أعظم دين شهدته البشرية فأضاءوا بعلمهم أصقاع المعمورة، فأي فخر يوازي هذا وأي مجد يضاهي ذلك وأي وطن يوازي السعودية.

وتعد مبادرة "عيش السعودية" امتداد لجهود الهيئة في مجال تعريف المواطنين، خاصة النشء والطلبة منهم بالمقومات التاريخية والسياحية في وطنهم، وقد بدأت منذ عام 1426 هـ بتنفيذ برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، شارك فيه نحو نصف مليون طالب وطالبة وتضمن فعاليات تعليمية ورحلات ميدانية.

كما دعمت الهيئة تنفيذ رحلات سياحية مدرسية من خلال بعض شركات تنظيم الرحلات السياحية.

يشار إلى أن مبادرة "عيش السعودية" تهدف إلى عدد من الأهداف من أبرزها: تصحيح الكثير من المعلومات الخاطئة عن الوطن التي يستقيها الشباب من مصادر غير معتمدة مثل مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وتعريف الشباب عن قرب على تراث وطنهم الحضاري، الذي تعبر عنه آلاف المواقع التاريخية والأثرية والحضارية والحياة الاجتماعية والثقافات المنوعة، التي تميز كل منطقة من مناطق المملكة، وتعزيز الروابط.

ومن جهة أخرى، اعتبر الكثير فندق سمحان التراثي الذي وضع حجر أساسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال رعايته حفل افتتاح حي البجيري في الدرعية التاريخية الخميس الماضي، باكورة مشاريع الشركة السعودية للفنادق والضيافة التراثية التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار أخيرا بمشاركة صندوق الاستثمارات العامة وعدد من الشركات الوطنية وشركات القطاع الخاص.

ويعتبر حي سمحان في الدرعية التاريخية من المواقع التي تسلمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار لتنفيذ مشروع لإعادة تأهيله وتحويله إلى فندق تراثي.

وقد أوضح الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة العليا لتطوير الدرعية خلال كلمته في الحفل أن فندق سمحان التراثي يعد أول فندق تراثي متخصص على مستوى المملكة، كما أنه يعد باكورة مشاريع شركة الفنادق والضيافة التراثية التي أسستها الهيئة بمشاركة صندوق الاستثمارات العامة وعدد من الشركات المساهمة التي آمنت بجدوى الاستثمار في صناعة التراث وما ينتج عنه من قيمة وطنية مضافة وإسهام في بلورة قيم الهوية الوطنية وفرص الاستثمار والعمل وستعلن الشركة عن مشاريع تباعا.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان في كلمته: "إن الدرعية سيتبعها قريبا مشاريع مماثلة في مواقع التاريخ الإسلامي ومواقع تاريخ الدولة الحديثة والمواقع الأثرية وشواهد العصور المتعاقبة التي تحفظ أهمية موقع بلادنا في التاريخ الإنساني فالإسلام الذي هو مصدر اعتزازنا ونهج حياتنا قد شع من أرضنا للبشرية، ولقد حوت أرضها تعاقب الحقب والحضارات الإنسانية ومبادرة رائدة هي مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة العربية السعودية إنما لتؤكد مكانة هذه البلاد عبر التاريخ وأن الإسلام العظيم قد انطلق من أرض الحضارات ونتذكر بكثير من الاعتزاز والامتنان المواقف الرائدة للمغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قدم للوطن وتاريخه وحضارته الشيء الكثير، وقد عملت الهيئة العامة للسياحة والآثار مع شركائها المتميزين في قطاعات المناطق والبلدية والهيئات المتخصصة مثل الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض هذه المؤسسة الرائدة، مستحضرين الهدف الأسمى الذي نسعى له ونعد به بإحداث نقلة في علاقة المواطن ببلاده وتعميق ارتباطه بها ليسعد في مواقع تاريخها العظيم في كل شبر من بلادنا وهي تشع بالبهجة وفرص الاستثمار والعمل والتعلم والارتقاء وليشعر المواطن أنه لا يعيش في بلد له خصوصية فحسب كما يتردد، بل يعيش في بلد له ميزات استثنائية كونه مهبط الوحي وأرض الحضارات وبيت العرب الكبير ومحط آمال وأنظار المسلمين ودول العالم وذلك ما يزيد المسؤولية على كل منتم لهذه البلاد العظيمة بأن ترتقي أعماله وتصرفاته لمستوى وطنه بحجم المملكة العربية السعودية".

يشار إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قامت بإعداد خطة تشغيلية لاستغلال موقع حي سمحان بالدرعية التاريخية (اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتراثيا وسياحيا) وتحويله إلى نزل تراثية بحيث يتم إحياء الموقع وإحداث التفاعل الإيجابي بين البيئة المحلية من جهة بما تمثله من منتجات محلية وتراثية وحرف يدوية والخطة السياحية التراثية للموقع.

وتم التنسيق لإعادة تأهيل الموقع مع أحد بيوت الخبرة الإسبانية للتعاون في مجال الحفاظ على الحي وفق المعايير الدولية.

وقد أنهت الشركة الإسبانية "المجموعة الدولية للترميم" إعداد دراسات المرحلة الأولى "الدراسات الميدانية" التي شملت الرفع المساحي والمعماري ورفع الأنقاض وكشف الأساسات والحالة الإنشائية للمباني التراثية وتحليل التربة والدراسات التاريخية، فيما تشمل المرحلة الثانية التي تمت ترسيتها التصاميم المعمارية والمخططات التنفيذية والتفصيلية للمشروع.

وتكمن فلسفة المشروع في المحافظة على المباني القائمة في حي سمحان بجميع عناصرها المعمارية، من خلال معالجتها وترميمها بما يحافظ على مفرداتها وخصائصها التي تجسد البيئة المجتمعية والثقافية والاقتصادية، وتعكس نمط الحياة في الدرعية ممثلة في هذا الحي التاريخي، وفي حال المباني المتهدمة والمطمورة بشكل كامل، فإن الهيئة مع شركائها تعملان على إعادة بنائها باستخدام مواد البناء الأصلية التي شيدت بها منذ بداية تأسيسها الأول لتحافظ بذلك على عبق الماضي وعراقته، وتحمل عناصر الحداثة في الوقت ذاته.

أما المرحلة الثانية من المشروع فستكون استكمال الدراسات التصميمية والمخططات التنفيذية لتأهيل حي سمحان كفندق تراثي وسيتم طرح هذه المرحلة ومراحل التنفيذ والتشغيل من خلال الشركة السعودية للضيافة التراثية.

ويقع حي سمحان ضمن حدود الدرعية التاريخية وتبلغ مساحته تقريبا (8715) م2.

ويتشكل الموقع من عدد من المباني الطينية المملوكة للدولة ويقدر عددها (36) مبنى ذات طابق أو طابقين.

وتتميز المباني الطينية في معظمها باكتمال عناصرها المعمارية التي يمكن ترميمها ومعالجتها وإعادة استخدامها، وهي وحدات سكنية متنوعة الأحجام والتفاصيل المعمارية.

وأوضحت أعمال البحث في المرحلة الأولى أن الحي موجود منذ القرن الثامن عشر الميلادي على الأقل.

وقد أظهرت نوعية المباني في الحي أن سكان الحي في القرن الثامن عشر كانوا أغنياء، واستعملوا مواد البناء نفسها الموجودة في بيوت وقصور حي طريف.

أي أن الحي كان منطقة سكنية متميزة من حيث المستوى الاجتماعي والموقع بالنسبة للوادي.

الأكثر قراءة