جائزة السبيعي للتميز.. نقلة نوعية في إدارة العمل الخيري
يعتبر الاهتمام بمؤسسات العمل الخيري وتطويرها أحد المرتكزات الأساسية للتنمية المستدامة للأمم والبلدان. والعمل الخيري في بلادنا الغالية خطا خطوة كبيرة وسباقة في هذا المجال من خلال إطلاق جائزة السبيعي للتميُّز في العمل الخيري التي يتوقع منها ـــ بإذن الله تعالى ــــ قيادة العمل الخيري الإسلامي والارتقاء به في الجانب المؤسسي بتميز واحترافية، في فترة ومرحلة حرجة بعد تعرض العمل الخيري الإسلامي إلى هزات عنيفة وموجات تسونامية وبالذات بعد حادثة ما تسمى بـ 11 من أيلول (سبتمبر). وهذه الجائزة المباركة التي أنشأتها وترعاها مؤسسة السبيعي الخيرية وتم إطلاقها في العام الماضي ستحتفل يوم الخميس المقبل وتحت رعاية وحضور وزير الشؤون الاجتماعية بتوزيع الجوائز للفائزين في ختام دورتها الأولى من الجائزة. وجائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري هي جائزة وطنية المنشأ والرعاية عالمية المعايير والمنهجية والريادة تساعد المنظمات الخيرية للتميّز المؤسسي الذي يعرف بأنه "القدرة على توفيق، وتنسيق عناصر المنظمة، وتشغيلها في تكامل وترابط لتحقيق أعلى معدلات الفاعلية، والوصول بذلك إلى مستوى المخرجات الذي يحقق رغبات ومنافع وتوقعات أصحاب المصلحة المرتبطين بالمنظمة" (الدكتور على السلمي، إدارة التميز).
وجائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري لها فوائد كبيرة وجليلة للعمل الخيري من أهمها ما يلي:
- الارتقاء بفعالية وكفاءة العمل المؤسسي في القطاع الخيري.
- بناء أنظمة المؤسسات الخيرية لتحقيق الجودة الشاملة والوصول إلى مستويات احترافية في إدارة العمل الخيري.
- توفير مرجعية وأسس معيارية لقياس أداء المنشآت الخيرية.
- تشجيع ممارسة قياس الأداء في مؤسسات العمل الخيري من خلال التقييم الذاتي ومقارنتها بمستويات أداء عالمية.
- غرس روح الإبداع والتعلم المستمر في العمل الخيري.
- تعزيز ثقة المجتمع بمنشآت العمل الخيري.
- نشر أفضل الممارسات والتجارب في العمل الخيري.
- تحفيز وتكريم العاملين في القطاع الخيري.
وتتميز الجائزة بأنها اشتملت على ثلاثة مجالات هي:
المجال الأول: المنشأة الخيرية المتميزة.
المجال الثاني: المشروع الخيري المتميِز.
المجال الثالث: الأفكار الإبداعية في العمل الخيري.
وتتميز معايير القسم الأول من الجائزة كما يلي:
1. تحقيق الريادة العالمية كأول نموذج للتميُّز المؤسسي في العمل الخيري تم بناؤه وتطويره بواسطة لجنة خبراء من أبناء الوطن استنادا إلى مفاهيم التميز الأساسية المتعارف عليها على النطاق العالمي وبالذات جائزة الجودة الأوروبية EFQM التي تعد أفضل الأنظمة العالمية في إدارة الجودة الشاملة والتميز المؤسسي. وقد اشتمل نموذج الجائزة على تسعة معايير رئيسة؛ ستة منها في قسم المنهجيات والممكنات وهي القيادة الإدارية والاستراتيجيات، وإدارة الموارد البشرية والمتطوعين، وتنمية وإدارة الموارد المالية والأوقـاف، وإدارة الموارد والشراكات، وإدارة العمليات والخدمات، والحوكمة والشفافية. وأما بقية المعايير وعددها ثلاثة فتمثل قسم النتائج التي تحصل عليها المنظمات الخيرية نتيجة ما تعمله في المنهجيات والممكنات؛ وهي معايير نتائج الموارد البشرية، ونتائج المستفيدين والمتعاملين، ونتائج الأداء الرئيسة. وفي الوقت نفسه تضم هذه المعايير التسعة ثلاثة وثلاثين معيارا فرعيا لكلٍ منها أوزان تتناسب مع أهميته. وقد تمت مراجعتها من قبل نخبة من الخبراء الدوليين في مجال الجودة والتميز المؤسسي مما زادها تكاملا وتناسقا وأصبحت محل إعجاب لكثير من الخبراء العالميين ومنهم عالم الجودة العربي الأصل البريطاني الجنسية البروفيسور محمد زايري.
2. تميزت الجائزة بوجود وتعزيز بعض المعايير المهمة التي قلما توجد في معايير الجودة العالمية مثل معيار الحوكمة والشفافية مما زادها قوة في التكامل والتناغم بين المتطلبات والتحديات التي يواجهها العمل الخيري حاليا، وكذلك تميزت معايير الجائزة بإفرادها موضوع إدارة شؤون المتطوعين كمعيار فرعي لما له من أهمية بالغة ومزية في الوقت نفسه في قطاع العمل الخيري.
3. ساهمت الجائزة في تصنيف العمل الخيري تصنيفا علميا رائعا على قسمين اثنين هما:
القسم الأول: القطاع الاجتماعي والإغاثي: ويشتمل على مؤسسات البر والأيتام والمعاقين والمسنين والأسرة والطفولة والشباب والزواج ومكافحة التدخين والإدمان والكوارث ورعاية أسر السجناء والجمعيات النسائية ومراكز الأحياء ومؤسسات الإغاثة والإسكان وتنمية المجتمع والجمعيات الصحية المتخصصة وجمعيات خدمات الحجاج والمعتمرين.
والقسم الثاني: القطاع الدعوي والتعليمي: ويشتمل على مؤسسات الدعوة والوعظ والإرشاد وتوعية الجاليات والمراكز والمنظمات الإسلامية والدفاع عن الإسلام وجمعيات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم ومحو الأمية وتعليم الكبار.
4. تميزت جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري بميزة لا يوجد لها - على حد علمي - مثيل في جوائز الجودة والتميز المؤسسي العالمية والوطنية في مختلف بلدان العالم وهي حصول الفائزين بالمراكز المتقدمة مع دروع الجائزة على مكافآت مالية مجزية للجمعيات والأفراد؛ وصلت إلى نصف مليون ريـال للجمعيات الكبيرة و50 ألف ريـال للأفراد مما يحفز أفراد المجتمع بكل أطيافه والجمعيات الخيرية بشتى أصنافها للتنافس الشريف والمحفز.