الدراما السعودية في 2014 .. لم تستفد من النقد فكانت «الأسوأ»

الدراما السعودية في 2014 .. لم تستفد من النقد فكانت «الأسوأ»

لم تكن الدراما السعودية بشكل خاص في شقها الكوميدي بأكثر سوءا منها في هذا الموسم الرمضاني 1435، لدرجة جعلت من عام 2014 العام الأدنى في درجات المتابعة التلفزيونية محليا والأكثر انتقادا من النقاد والأقل تعاطفا من شرائح المتابعين، وأسهم في ذلك عدم استفادتها من النقد الموجه لها منذ بدايات العرض.
عشرات الملايين من الريال تم إنفاقها على مسلسلات لتقدم في المقابل منتجا يكرر السقطات بأسلوب أكثر ابتذالا ويكرس لصورة ذهنية لطالما عانى منها السعوديون، من بينها الاتهامات بالسطحية والسذاجة عبر افتعال المواقف الكوميدية القائمة على "كوميديا العاهات"، التي تعد النوع الأسوأ من أنواع الكوميديا القائمة في أرقى أشكالها على كوميديا الموقف. مسلسلات من قبيل "خميس بن جمعة" و"حسب الظروف" و"بنق" و"ديلفري" التي رسخت كل الصور السلبية السابقة بشكل لا يظهر أنه استفاد من حالة النقد الكبيرة التي صاحبت إنتاجات مماثلة في المواسم السابقة، فيما كان حسن عسيري في مسلسله الذي أنتج في التلفزيون السعودي الأقل تكلفا رغم كونه من بين الأكثر كلفة في التلفزيون السعودي، حيث قارب تسعة ملايين ريال وصور في كندا، إلا أنه لم يظهر أيضا بشكل مقنع.
والأمر نفسه انطبق على زميله خالد سامي في "ديلفري" البالغة تكاليفه نحو ثمانية ملايين واعتمد على مجموعة من الشبان البارزين في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنهم لم يقدموا فنا مقنعا على الشاشات الرسمية في غياب التدريب ورفع مستوى الكفاءات.
السقطات الأكبر لهذا العام نالها بدرجة أكبر مسلسل فايز المالكي الذي استعان بأسماء فنية كبيرة من الخليج العربي كالفنان الكويتي محمد المنصور، إلا أن المادة المكتوبة ومستوى الحوار لم يرقيا آلى مستوى النجوم، فكان العمل هابطا على مستوى اللغة الحوارية وشهد شطحات أخلاقية ليس أقلها الإشارة بالسوء إلى جنسيات عربية شقيقة، في مقابل استحضار حالة المزايدة بالشعارات الوطنية في حالة خطابية مباشرة تنقصها المهارة الفنية.
ويأتي الإنتاج الأكثر سوءا رغم كونه المفاخر بكونه الأضخم في تاريخ الإنتاج السعودي، المسلسل الذي كتبه الكاتب عبدالله البخيت بعنوان "جرذان الصحراء"، ورغم كونه لفت إلى كثير من الممارسات السلبية التي تمارسها النخب الاقتصادية في المملكة، إلا أن المبالغة الزائدة هي ما أفسد العمل وكرس بشكل أكبر الصورة النمطية الخاطئة عن السعوديين، وكونهم شعبا يعيش في الترف ولا هم له سوى المتعة بأي ثمن كان. فيما لا يخلو العمل من الإشارة إلى صراع التيارات الفكرية في السعودية بشكل واضح ينتقل إلى اللغة الخطابية المبالغة في انتقاد جهة دون غيرها دون طرح فني ذي قيمة يوضح الإشكالات المصاحبة.
وجاء الحكم على الأعمال الدرامية بشكل عام هذا العام بأنها في أسوأ أحوالها، وفقا لكثير من النقاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج اليويتوب الناقدة والساخرة في آن معا، حيث وجدت في المسلسلات والبرامج المنتجة هذا العام مادة دسمة لانتقاده،ا وهو الأمر الذي أعاد للأذهان عصرا كاد يكون ذهبيا للدراما السعودية تمثل في مواسم "طاش ما طاش" التي كان لبطليها عبدالله السدحان وناصر القصبي الخبرة الكافية للخروج من مأزق ضعف الكتابة الفنية عند بقية الفنانين وفي بقية الأعمال.

الأكثر قراءة