«سجن النسا» .. توليفة فنية نسائية تستحق النجاح

«سجن النسا» .. توليفة فنية نسائية تستحق النجاح
«سجن النسا» .. توليفة فنية نسائية تستحق النجاح
«سجن النسا» .. توليفة فنية نسائية تستحق النجاح

مسلسل "سجن النسا" من الأعمال المصرية الدرامية التي تحمل الطابع الشعبي، يجد فيه المشاهد العربي مادة ثرية للجذب والتفاعل مع أحداثه. وعلى الرغم من تعرضه للنقد بعد عرض الحلقات الأولى منه بسبب بعض الألفاظ والحوارات التي اعتبرها عدد من المشاهدين خارجة ولا تلائم العرض في الشهر الكريم، مع أنها من واقع البيئة التي تدور فيها الأحداث ولا يمكن نكران ذلك.

في الوقت نفسه بدأت ردود الأفعال الإيجابية تنهمر على العمل الفني بأقطابه المخرجة كاملة أبو ذكري وكاتبات السيناريو والحوار مريم نعوم وهالة الزغندي والفنانة نيللي كريم اللواتي قدمن توليفة فنية رائعة تستحق الثناء، وأظهرن كيمياء خاصة جعلت "سجن النسا" من أجمل الأعمال الفنية التي حظيت بها الشاشة الصغيرة هذا العام، حيث لاحظ المشاهد حالة من الانسجام الفني سواء على مستوى التصوير أو الإضاءة أو الملابس خاصة الديكور الذي لامس الواقع، كل هذا في إطار حبكة التصعيد الدرامي، إنها حالة تناغم فريدة قلما نجدها في عمل فني، فكان نصيبها أن تكون في المعالجة الدرامية لرواية الكاتبة الراحلة فتحية العسال "سجن النسا" التي أنجزتها بإتقان أثناء وجودها فعلياً في سجن النساء عام 1982م، وحكت فيها عما شاهدته داخل السجن وكيفية التعامل مع السجينات والسجانات، وعن معاناة نزيلات سجن النساء والجرائم المتهمات فيها وأسبابها، فكانت بحق تجربة متميزة أخرجت من طاقم العمل روحا أسعدت المشاهدين.
#2#
وعن كواليس كتابة العمل، تقول هالة الزغندي كاتبة الحوار لـ "الاقتصادية"، "سجن النسا" يعتبر بمثابة شهادة ميلاد لي وكنت محظوظة بالعمل مع مريم نعوم وكاملة أبو ذكري، كما كنت أنتظر بفارغ الصبر رأي المناضلة والكاتبة الكبيرة فتحية العسال - رحمها الله. صعوبة الموضوع وحساسيته جعلت مشاركتي في كتابة الحوار مرهقة وممتعة في نفس الوقت لما فيها من تحد كبير، فقد قمت بمناقشة القضايا النسائية كثيرا من خلال أعمال درامية كبيرة، ويكمن التحدي الحقيقي في إخراج عمل يحمل رؤية جديدة، وعلى الرغم من أن العمل يحمل اسم "سجن النسا" إلا أنه لا يناقش القضايا والمشكلات التي تتعرض لها النساء داخل السجن فقط، وإنما يناقش قضايا المجتمع الذي يدفع بالنساء إلى ما وراء القضبان، فواقع مجتمعاتنا للأسف أنها تبني أسوارا من القهر حول المرأة يحول حياتها إلى سجن كبير، وهذا ما جذبني للعمل في البداية.

وتضيف، "سجن النسا" لا يتبنى الدفاع عن المرأة فقط، فلدينا نماذج من الرجال حبيسة أسوار الظلم والفقر واختلال دولة القانون، ما يدفعهم إلى تفريغ طاقتهم في المرأة أو معاقبتها على ظلم المجتمع لهم لأنها الأضعف.. "سجن النسا" لا يبرر أخطاء أحد وإنما يسلط الضوء على الأسباب والدوافع التي دفعت لاقتراف مثل هذه الأخطاء في حق أنفسهن أو في حق الغير.

وتتابع "قمت بزيارة سجن النساء مرتين، وفي كل مرة كنت أعود محملة بهموم وأحزان ربما انعكست على أسلوب الكتابة فيما بعد، وأشد ما كان يحزنني فراق السجينات لأبنائهن، فسواء كانت مذنبة أو مظلومة، فهي في النهاية أم".

وعن رأيها في المخرجة كاملة أبو ذكري قالت، "كنت أعرف مهارة كاملة أبو ذكري وتمكنها، ولكني مع ذلك انبهرت بمشاهدة العمل". وأشادت بفريق العمل بقولها "فوجئت ببراعة الجميع من الممثلين إلى مصممة الأزياء ريم العدل ومصممة الديكور شيرين فرغل ومدير التصوير نانسي عبد الفتاح.
#3#
وعن المشاهد التي أرهقتها عند كتابتها، قالت، "مشهد حياة حينما قامت بوضع السم في الطعام لأبنائها، رغم أنه لا يحتمل صعوبة كبيرة في كتابة الحوار، لكنه أرهقني نفسيا لمجرد تخيله، ومشاهد أخرى لن أستطيع التحدث عنها خشية كشف الأحداث".
وعن توجهها في الكتابة قالت الكاتبة هالة الزغندي، "بالنسبة لي - وهذا رأي شخصي بحت - أنا لا أفضل أن أتخصص في الكتابة لقضايا بعينها، إنما إحساسي بقضية ما في وقت ما هو ما يدفعني للكتابة عنها، سواء كان صاحب القضية رجلا أو امرأة أو حتى طفلا.
ومع هذا الوعي الذي لمسناه من حديث الكاتبة معنا نجد أننا على طريق واضح المعالم وأمام جيل متزن ومثقف يعرف كيف يخرج طاقته الإيجابية بطريقة صحيحة، لتكون النتيجة في النهاية عملا فنيا يناقش قضية مثل سجن النساء".

الأكثر قراءة