تقرير دولي: إسرائيل تستخدم أسلحة «فتاكة» في هجومها على غزة
كشف تقرير أعد من قبل فريق "ميديكا" الإيطالي عن وجود دلائل تشير إلى أن إسرائيل استخدمت في هجومها الحالي على قطاع غزة أسلحة مماثلة لما استخدمته ضد المدنيين اللبنانيين في حرب تموز (يوليو) عام 2006، حيث أوضحت البروفيسورة باولا ماندوكا خبيرة الجينات في جامعة روما وعضو المركز الوطني للأبحاث أن هذه الأسلحة المستخدمة من قبل الجيش الإسرائيلي "فتاكة وجديدة وغير معروفة".
ويظهر التقرير الذي أعده الفريق الإيطالي وجود أعراض جديدة وغريبة بين الجرحى والقتلى الفلسطينيين، إذ أشار إلى أن الأسلحة الإسرائيلية تسببت في بتر الأطراف السفلية بصورة وحشية، وغير معروفة وكثيرا ما يطلب الأطباء الفلسطينيون مساعدة المجتمع الدولي من أجل فهم أسباب هذه الجروح غير المألوفة التي تحتوي على شظايا صغيرة وغالبا غير مرئية للأشعة السينية، إضافة إلى الحرارة العالية في الأطراف السفلية.
فيما كشف تقرير أممي حديث عن تنامي القلق من تدمير البنية التحتية المدنية في قطاع غزة نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية، مبينا أنه تم تدميرأربعة خطوط كهرباء خلال الـ 48 ساعة الماضية مما نتج عنه حرمان 75 في المائة من سكان مدينة غزة بلا كهرباء.
وأفاد تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا) الصادر في القاهرة أمس، أنه سيتم الانتهاء من الإصلاحات اللازمة في خطوط الكهرباء إلا أن هذه الاعتداءات الغاشمة ستؤدي إلى تفاقم مشكلة نقص الكهرباء التي تعانيها غزة منذ سنوات ونتج عنها توقف الخدمات الأساسية وتقويض سبل العيش والأحوال المعيشية.
وأضاف أن الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت أيضاً نحو سبعة خطوط رئيسية للمياه في خان يونس ومدينة غزة، فضلا عن بئر للمياه وخزان للمياه وبحيرة للصرف الصحي.
وأوضح التقرير الأممي أن 70 في المائة من حالات الوفاة بين صفوف الفلسطينيين منذ بداية العملية الإسرائيلية من المدنيين، من بينهم 30 في المائة من الأطفال، مشيرا إلى الحاجة الملحة إلى 60 مليون دولار لتغطية الاحتياجات من الإمدادات الطبية والأدوية المستنفذة في قطاع غزة.
إلى ذلك، طالبت جامعة الدول العربية، الدول العربية والإسلامية بالتوجه إلى الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل حليفتها الاستراتيجية لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني وإنهاء الحصار على قطاع غزة، داعية الدول العربية وشعوبها إلى الإسراع لتقديم العون الإنساني العاجل لأهل قطاع غزة.
وعبر السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية في تصريح له أمس، ردا على سؤال بشأن موقف الجامعة العربية من البيان الصادر عن مجلس الأمن والمتضمن وقف إطلاق النار واحترام القوانين الإنسانية الدولية وحماية المدنيين، عن أسفه لرفض إسرائيل ما ورد في البيان واستمرار عملياتها العسكرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، محملاً الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار.
وأضاف صبيح أن وقف العدوان الإسرائيلي بيد الولايات المتحدة، وتستطيع واشنطن أن تقول لإسرائيل "أوقفوا هذا العدوان فورا"، مشيرا إلى وجود أصوات في إسرائيل تقول إن هذا العدوان يضر ضررا بالغا بمستقبل إسرائيل في المنطقة.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية: "إننا أمام عدوان خطير وعنصري ودموي لأبعد الحدود، ولو نظرنا لحجم الغارات التي استهدفت قطاع غزة خلال الأيام الماضية لوجدنا أننا أمام مجزرة بشرية من الطراز الأول".
وشدد على ضرورة محاسبة من ارتكب هذه الجرائم اللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني، مطالبا بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي فورا ومنع تكراره على قطاع غزة، ورفع الحصار تماما عن هذا القطاع المحاصر دون مرجعية دولية.
فيما تستضيف الجامعة في 17 تموز (يوليو) الجاري اجتماعا طارئا للاتحاد البرلماني العربي بناء على طلب المجلس الوطني الفلسطيني لمناقشة العدوان الإسرائيلي على فلسطين وشعبها.