جبل «شدا» الباحة.. مجمع البيئات المتباينة والفصول الأربعة
أطلق سكان الباحة وصف "جبل الفصول الأربعة" على "جبل شدا" الأعلى، الذي أخذ من تهامة الباحة مكانا له حيث الأجواء الحارة صيفا والدافئة شتاء، لتعانق قمته البالغ ارتفاعها 2200 متر عن مستوى سطح البحر قمم جبال السروات التي تمتاز باعتدال الجو صيفا وبرودته شتاء.
#2#
يتربع هذا الجبل الشاهق الذي يقع في الجنوب الغربي من منطقة الباحة على مساحة تزيد على 68 كيلو مترا، واكتسب أهمية بالغة في القدم لما شكل من القصص التي جسدت محاولة إنسان ذلك الزمان في التكيف مع ظروف الطبيعة القاسية فنحت من صخورها سكنا له واستصلح أرضها ليأكل من خيراتها التي تحولت فيما بعد إلى واحات خضراء تنبض بالحياة والحركة.
#3#
تم تحويله عام 1422هـ إلى محمية طبيعية تتبع الهيئة السعودية للحياة الفطرية، نظرا للطبيعة التي يحتضنها والكائنات الحية النادرة التي تعيش فيه كالنمر العربي الذي يقطن بين "جبل التحي" وقمة "جبل شعب الجوف"، والضبع المخطط، والذئب العربي، والثعالب، والوشق، والوبر، والعديد من أنواع الطيور، فضلا عن تميزه بأشجار العرعر والعتم والعديد من الشجيرات التي يصل عددها لأكثر من 400 نوع.
#4#
وتكتمل روعة هذه المناظر الخلابة بتغريد الطيور والعصافير التي جعلت من أشجار الجبل سكنا لها، كما يزداد جمال المكان بتلك المطلات التي تكشف العديد من القرى والمدن والأودية المحيطة بالجبل، وبعض القرى الأخرى التي تفصل بين جبلي شدا الأعلى وشدا الأسفل.
ويلاحظ في ذلك الموقع الجميل العديد من الصخور التي طوعها الأهالي حتى جعلوا منها مساكن لهم وأماكن لحفظ أمتعتهم ومنتجاتهم الزراعية، فضلا عن استغلال بعض الصخور كخلايا لإنتاج العسل والاستفادة من بعضها الآخر لتخزين مياه الأمطار.
ويتشكل الغطاء النباتي في محمية "جبل شدا" من ثلاثة مجتمعات نباتية، هي الضهيان والعدن والعتم، ويرافق هذه المجتمعات نمو الكثير من الأشجار والشجيرات والأعشاب المعمرة والحولية.
#5#
وفيما يتعلق بالأحياء الفطرية في المحمية فإنها تتكون من النمور العربية والذئاب والضباع والوشق والنمس والثعالب والنيص وقرد البابون والوبر والغربان والصقور والنسور والعديد من أنواع الطيور.
وما زال "جبل شدا" يكتسب الكثير من الاهتمام سواء فيما يتعلق بالدراسات البحثية لبيئة الجبل، أو بالدراسات السياحية التي تعكف عليها إمارة منطقة الباحة بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار والهيئة السعودية للحياة الفطرية، بهدف تطوير بعض المواقع داخل المحمية لجعلها أحد المقاصد السياحية في المنطقة.