إخصائيون عالميون ينتقدون رد فعل «الصحة» حول «كورونا»

إخصائيون عالميون ينتقدون رد فعل «الصحة» حول «كورونا»

قال زياد ميمش نائب وزير الصحة السعودي إنه مندهش للانتقادات التي وجهت لأداء الوزارة حول تعاملها مع فيروس "كورونا" ووصف العمل الذي قامت به وزارة الصحة منذ ظهور المرض بأنه كان يقوم على التعاون.
وأشار إلى أن العلماء ما زالوا يكافحون لفهم فيروسات قاتلة أخرى بعد عشرات السنين من اكتشافها وشكك في دوافع بعض المنتقدين.
وأشار ميمش إلى أن المعلومات ما زالت محدودة عن أمراض فيروسية أخرى معدية مثل الايبولا الفتاك الذي ينتشر بين الحين والآخر في إفريقيا منذ اكتشافه قبل 40 عاما. وأضاف "كل هذا التعاون أجاب عن أسئلة كثيرة لكن بالطبع ما زال هناك بعض الأسئلة تحتاج لإجابة".
وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة رويترز للأنباء إنه راض عن الأسلوب الذي تعاملت به السلطات السعودية مع الفيروس وسيواصل إشراك شركاء آخرين لكي تكون معرفة تفاصيل الفيروس قصة نجاح على المستوى العالمي.
ووجه عدد من الإخصائيين والعلماء الغربيين انتقادات لأداء وزارة الصحة السعودية وللدكتور ميمش نفسه، منذ بدء اكتشاف الفيروس في أيلول (سبتمبر) 2012، ويتسبب فيروس "كورونا" مثل شبيهه التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) في إصابة المرضى بالسعال والحمى، وقد تصل في بعض الحالات إلى الالتهاب الرئوي القاتل.
وقال ديفيد هيمان أستاذ الأوبئة والأمراض المعدية رئيس مؤسسة إنجلترا للصحة العامة ورئيس وحدة الأمن الصحي العالمي في المعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا "إنها مأساة في الحقيقة لهؤلاء الناس الذي يمرضون".
وأضاف "من المحبط جدا أن تعلن كيف يلتقط الناس العدوى وترى الناس يستمرون في التقاط العدوى ويموتون بسبب فيروس كان من الممكن ألا يصابوا به لو كانت لدينا معلومات أكثر".
وقال جيريمي فرار خبير الأمراض المعدية ومدير جمعية ويلكوم تراست العالمية الخيرية "هناك معلومات كثيرة ناقصة في معرفتنا بهذه العدوى بعد 20 شهرا، سواء من منطلق علم الأوبئة أو مسارات انتقال العدوى أو من منطلق علم الفيروسات أو التغيرات السلوكية".
وحرص كيجي فوكودا رئيس وحدة الأمن الصحي في منظمة الصحة العالمية على عدم توجيه نقد مباشر للوزارة، لكنه وصف ما تحقق من تقدم بأنه بطيء في لقاء مع وسائل الإعلام يوم 14 أيار (مايو)، وسلم بأنه رغم نداءات متكررة من المنظمة فلم يتم بعد إنجاز أبحاث مهمة.
وقال فوكودا "توجد ثغرات حرجة في المعلومات". وأشار بصفة خاصة إلى استمرار نقص دراسة عينات المقارنة التي تعد نقطة بداية مهمة لتحديد مصدر المرض ومن يصاب به وكيفية الإصابة به. وأضاف "من حيث المبدأ الكل يقبل أن الدراسات مهمة وأنها قبل أن تسفر عن بعض المعلومات المهمة المطلوبة، لكنها كانت بطيئة".
وفي تموز (يوليو) من العام الماضي قال فوكودا إن المنظمة نظمت عددا من البعثات في الشرق الأوسط لتقديم الدعم لتقييم الوضع.
واتهم علماء آخرون عملوا مع علماء سعوديين في بداية اكتشاف الفيروس وحتى قبل تسميته أن وزارة الصحة ومميش بصفة خاصة كانوا يريدون مستوى أعلى من التحكم في الأبحاث.
ومن أبرز هؤلاء كان إيان ليبكن خبير علم الفيروسات في جامعة كولومبيا في نيويورك، وهو من أوائل من أكدوا وجود صلة بين الفيروس والإبل. وقال ليبكن لرويترز إنه عمل في البداية مع مميش لكنهما اختلفا. وأضاف "لم أعمل معه منذ ستة أشهر. ولم نعد نعمل معا على الإطلاق". وامتنع عن الخوض في التفاصيل، واكتفى بالقول "لم نتفق في أشياء كثيرة". من جهته، قال الدكتور مميش إنه يسعده العمل مع ليبكن مستقبلا "إذا كانت خدماته مطلوبة ولن يكرر عملنا مع شركائنا الآخرين".

الأكثر قراءة