أطفال يعيشون «حكايات الجدة» ودروس الكتاتيب

لم تتوقع "ريم" أن يكون رسم الحناء والعودة إلى حكايات جدتها عن ذكريات طفولتها التي كانت ترويها لحفيدتها مشهدا واقعا في مهرجان التراث والأسر المنتجة الذي تنظمه أمانة منطقة الرياض، فيما سارع عدد من الأطفال للحصول على بطاقة "صديق البيئة" التي تحمل عبارات تشجع على المحافظة على البيئة والنظافة.

وفي جانب آخر من مقر المهرجان، تجمع عدد من الصغار حول معلم القرآن في مشهد تمثيلي لدروس تحفيظ القرآن الكريم في "الكتاتيب" التي كان يتلقاها الصغار في المساجد قبل وجود التعليم الدراسي الحكومي.

ونجحت الفعاليات المتعددة والمتنوعة التي أقامتها أمانة منطقة الرياض خلال مهرجان التراث والأسر المنتجة الذي يستضيفه متنزه الملك عبد الله حتى السبت المقبل في رسم الفرحة على وجوه الأطفال من زائري المهرجان، والمشاركين في تأدية فقراته.

#2#

وشاهد زوار المهرجان غالب المهن القديمة التي كانت تمارس في المدن والقرى قبل أن تندثر ويعفو عليها الزمن، وكانت هناك عروض حية ومشاركة في بعض الأحيان من قبل الزوار في تلك المهن مثل، بناء المنازل الطينية، وطحن الحبوب باستخدام أحجار الرحى الدائرية، فيما اكتفى الكثير منهم بتذوق وشراء الوجبات الشعبية الشهيرة التي أعدتها الأسر المنتجة مثل الجريش والقرصان والوجبات الخفيفة.

وتوافد عدد كبير من الأطفال على مسرح المهرجان للمشاركة في المسابقات التي تقام عليه، ومشاهدة الفقرات الترفيهية وعروض الدمى والشخصيات الكرتونية المفضلة لديهم، وكذلك العروض المسرحية والبهلوانية.

كما شارك عدد من الأطفال في المسابقات التي نظمها جناح الإدارة العامة للنظافة التابع للأمانة، التي تمحورت حول التصنيف السريع لنماذج المخلفات بين أوراق وبلاستيك وعلب بسرعة ليحصل الفائز فيها على جائزة.

#3#

وحصل عدد كبير من الأطفال على بطاقة "صديق البيئة" التي يصدرها منسوبو الإدارة بعد التقاط صورة شخصية للطفل ليتم طبعها على البطاقة، وتتضمن بعض النصائح والعبارات مثل "أنا لا أرمي النفايات بل أضعها في أماكنها المخصصة"، و"أحافظ على نظافة الحدائق العامة والمنتزهات"، و"أعلم أن الكتابة على الجدران أسلوب غير حضاري".

وفي جناح مركز طوارئ أمانة منطقة الرياض "940" تنوعت أساليب الترفيه عن الأطفال ما بين التقاط صور فوتوغرافية للأطفال مع الصقور ورسمهم بالألوان الزيتية وإهدائهم قمصانا تحمل صورهم.

#4#

وأقبل عدد من الأطفال على معرض مركز المروة الترفيهي لذوي الاحتياجات الخاصة للحصول على بطاقات المهرجان مكتوب عليها أسماؤهم بالخط العربي بالمجان، التي يقوم بكتابتها عبد العزيز الذياب المشرف على المعرض، فيما قام عدد من الأطفال في معرض الكاريكاتير والتصوير الفوتوغرافي بالرسم تحت إشراف الفنان عبد الله صايل رئيس الجمعية السعودية للكاريكاتير والرسوم المتحركة.

وفي مهرجان البادية الثاني الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في بيشة، جذبت برامج مسرح الطفل العديد من زوار المهرجان، حيث استهدف الأطفال من البنين والبنات بفئاتهم العمرية المختلفة.

وأوضح علي بن عبد الله الغامدي مدير جمعية الثقافة والفنون في بيشة، أن المشاركة تستهدف شريحة الأطفال من خلال الاستفادة من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنميتهم التنمية العقلية والفكرية والاجتماعية، حيث يعتبر فناً من الفنون الدرامية التمثيلية الموجهة للأطفال التي تحمل في طياتها منظومة من القيم التربوية والأخلاقية، مشيراً إلى أن مسرح الطفل يقدم العديد من البرامج والفعاليات الهادفة، التي تتسم بطابع البادية وتجسد صورة الماضي من خلال المشاركات التي تواكب رؤية وأهداف المهرجان.

ووجد مرتادو المسرح من الأطفال العديد من البرامج والألعاب التي يحرصون دائماً على ممارستها مثل إلقاء القصائد الشعرية والتمثيل وألعاب الخفة وغيرها، لما وجدوا فيها من التسلية والمتعة، وتنمية القدرات، واكتساب المهارات، وتعزيز الثقة بالنفس لديهم، واكتشاف المواهب، وغرس العديد من العادات والتقاليد الاجتماعية، والقيم السلوكية في نفوس براعم بيشة، ما حقق لهم أحلاما وحرك في نفوسهم المشاعر الدفينة، واستغلال نشاطاتهم وطاقتهم الحركية في التعبير عما يدور في أذهانهم من حكايات وقصص من عبق الماضي.