هين يالضبان
شكت إدارة البيــئة الباكستانية من صياد سعودي حصل على رخصة لصيد 100 طائر حبارى. قتل الصياد ما يقارب ألفي طائر من هذه الفئة التي تعتبر مهددة بالانقراض. لكن لماذا نذهب بعيداً، شاهدنا خلال الأسبوع الماضي كماً كبيراً من مقاطع وصور الصيد الجائر للضبان من قبل الشيب والشباب. يعقبها كمٌّ من التباهي بتكديسها وسط "أحواض" وانيتاتهم. تلك هي العينة نفسها التي تهدد البيئة والتوازن الذي قننه الله تعالى. يرسل هؤلاء المقاطع لأصحابهم "الكسالى" الذين لجأوا للراحة والدعة في بيوتهم، وتركوا المغانم الكبيرة ليفوز بها رحَّالوا فصل الربيع. استفزاز دفع بمزيد من الكهول والشباب "لامتطاء وانيتاتهم" ومطاردة الحيوان الذي لا يعلم كيف يتخلص من هذه المصيبة. ليتعدى أذاهم إلى ترويج عمليات القتل المنظَّم.
شكا رئيس مصلحة الأرصاد وحماية البيئة من تجاوزات هؤلاء، واستغلالهم فترة توالد هذا الكائن الذي هو من أصل تكوين المنطقة، لكنه لم يقدم ما يفيد بتطبيق عقوبات صارمة تمنع الصيد الجائر. ظهرت بعد ذلك بأيام أسراب بالآلاف من الجراد التي هاجمت مدن وسط المملكة وشماليها.
استمرت عملية استغلال الإنسان قدرته وخلافته في الأرض عندما تنافس المعجبون بذواتهم على تجميع الجراد بكميات كبيرة. يستغرب المراقب عدم وجود جهود لحماية المزروعات والمناطق السكانية من هجمات الجراد. قد يكون هذا من قبيل مراعاة خواطر عشاق الجراد، الذين لو أكلوه بعد تسميمه لأصبحوا هم الضحايا.
فلو خاطبت المصلحة وزارة الزراعة وطالبتها بمكافحة آفة الجراد وهي لا تزال على حدود المملكة وقبل أن تُهلك الزرع لاختفت مقاطع وصور طبخ آلاف الجراد، لأنه سيكون مُسمَّماً حينئذ.
ولو خاطبت المصلحة هيئة الاتصالات وطلبت ضبط مروجي مقاطع تكديس الضبان لحلت جزءاً من المشكلة، لأنها في النهاية ستصل لمصوري المقاطع بكل يسر وسهولة. بل إن دور المصلحة يمكن أن يتجاوز ذلك لسن تشريعات تحدد عدد ووقت الصيد المسموح به، كما هو مطبق في كل دول العالم.
لكن الاعتماد على التصريحات وترك الناس يعبثون بالتوازن البيئي سينتج مزيدا من خبراء الصيد، ومحترفي المقاطع، وشباب "هين هين يالضبان"، بل سيؤدي إلى استهداف مخلوقات أخرى أكثر ندرة وعرضة للانقراض.