هيئة مؤسسات المجتمع المدني .. إلى أين؟!

تهدف جمعيات النفع العام إلى تعزيز العمل الخيري والإنساني في المجتمع وتعبئة الجهود التطوعية للعمل في ميادين الخدمات الاجتماعية والإنسانية.. وتشجيع ودعم أنشطة الجمعيات من أجل الارتقاء بمستوى خدمات الهيئات العاملة في المجال التطوعي.. مثل جمعيات النفع العام المتعددة.. ورعاية المعوقين والفئات الخاصة وكذلك حقوق الطفل والمرأة والأسرة.. والجمعيات الحقوقية الأخرى وكذلك جمعيات حماية البيئة والصداقة بين الشعوب (الدبلوماسية الإنسانية) وغيرها.
إلا أن المتتبع لهذا المجال الإنساني يلاحظ ظهور ميادين جديدة لم تكن موجودة سابقاً، نتيجة تنامي الوعي المعرفي في عصر الفضاء المفتوح وشبكات التواصل الاجتماعي، والتأثر بجمعيات النفع العام وتطور المجتمع المدني حول العالم في المجالات الإنسانية كافة.
ولعل من المهم في سياق البحث عن دور فاعل لجمعيات النفع العام (القطاع الثالث)، الإشارة إلى انعدام المقارنة بين القطاع الخاص والقطاع الثالث.. فالخاص اقتصادي استثماري وربحي، والثالث تطوعي ومجتمعي.. وهذا القطاع لا يقل أهمية عن القطاع الخاص (الثاني).. ويتطلب نجاحهما دعم وتشجيع القطاع العام (الأول).. والعمل الجاد المشترك المتكامل.. من أجل تضافر الجهود بين القطاعات الثلاثة لخدمة المجتمع الإنساني.. مع تفعيل مفهوم «المسؤولية الاجتماعية» للدلالة على الدور الذي يتعين على شركات القطاع الخاص أن تسهم به لدمج مشروعات العمل الاجتماعي والإنساني، وذلك باستقطاع نسبة معينة من الأرباح التي تحصل عليها، جراء تنازل القطاع العام لها لتنفيذ مشروعات البنية التحتية بشكل عام.
ولعل وزارة الشؤون الاجتماعية وبحكم الاختصاص.. أن تعمل على تفعيل ملف الجمعيات الأهلية ذات النفع العام، وإعادة قراءته في سياق التطوير والتجديد لمواكبة المتغيرات والمستجدات الاجتماعية.. حيث نعيش في عصر عالمية المجتمع المدني، وازدياد ارتباط الجمعيات الإنسانية بعضها ببعض، مع تزايد عدد الجمعيات، التي انضمت إلى لجنة المنظمات غير الحكومية NGOs في الأمم المتحدة (الإيكوسوك)، التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، بهدف تبادل الخبرات والتجارب الدولية في مجالات العمل الإنساني كافة.
والأمل كبير في قيام هيئة مستقلة للجمعيات الأهلية ذات النفع العام للنهوض بمؤسسات المجتمع المدني وتفعيل دورها، والاستعانة بالخبرات الوطنية في مضمار العمل التطوعي بكل مجالاته الإنسانية.. من أجل خدمة المجتمع.. والله الموفق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي