أندية الشرقية إلى أين؟
بعيد عن نتيجة لقاء الاتفاق أمام شقيقه الفيصلي مساء البارحة، التي على ضوئها يتحدد مصير فارس الدهناء، فإما بقاء بين صفوف فرق دوري جميل أو سقوط لدوري ركاء, لماذا يحدث كل هذا للفريق الجميل الذي غصت جماهيره بعبرات الحسرة وحشرجة ألم اجترار الماضي وهي تنادي الصبر مرة تلو مرة ولسان حالها يقول:
يا نفسُ صَبْراً على ما قد منيتِ به … فالحرُّ يصبرُ عند الحادثِ الجَلَلِ
لم يكن يدور بخلد أكثر المتشائمين بأن تصبح صورة فرق المنطقة في جميل غير جميلة، فالهزائم داخل الملعب يتبعها خسائر مشابهة خارجه, فضعف التعاون والتنسيق فيما بينهما وتدوير المواهب تعطي روحاً للعمل المفيد، فيما بينها، فالتحالفات موجودة وأسلوب المنفعة المتبادلة حاضر، فلماذا الخجل منه بين فرق ستشكل ربع فرق جميل في الموسم القادم غير أنها لا تقوى على المنافسة، ولا على تشكيل لوبي أو صوت قوي داخل الوسط الرياضي، ولا داخل اللجان في الاتحاد السعودي، فهي دائماً تجنح لمثالية الضعف والصوت الخافت.
أقول هذا وأنا أرى من يمسك بإدارة هذه الأندية أصحاب فكر وعلم ومعرفة، فأين الخلل فهي لديها من النجوم، ما يجعلها في حال أحسن من هذه، ولا سيما أن المنطقة تشهد حراكا رياضيا في السنوات الأخيرة، فـ"النهضة" الذي تأكد هبوطه, أخطاء البدايات أسقطته، بينما هجر والخليج شدا رحالهما صوب جميل من جديد في تميز وقوة قد تعطيهما قوة في الموسم المقبل متى تم اختيار اللاعبين غير السعوديين بكفاءة وبعين خبير, فهل ابتعاد رجال الأعمال، وعدم مبادرتهم في دعم فرق المنطقة مع إحجام الشركات الكبرى في المنطقة عن توقيع عقود رعاية تدعم الأندية مالياً، وتسهم في المحافظة على المواهب، التي يتجدد معينها يوماً بعد يوم بفضل بورصة النجوم التي أبرز روادها تخرجوا من ملاعبها، فيحيى الشهري وخالد الغامدي مالئ الدنيا وشاغل الناس هذه الأيام هم الخلف لسعود كريري وياسر القحطاني وعبدالملك الخيبري وزيد المولد وغيرهم.. وغيرهم الكثير, فالهجرة نحو الغرب تجاه أندية الكاش معضلة كبيرة ستسهم في بقاء الحال في أندية الساحل الشرقي كما هو عليه, فتجربة الفتح النموذجية الموسم الماضي لم تشكل الدافع الكبير نحو كسر حاجز الجمود والتردد فما زال يعاني ويفرط في مكتسباته بسبب قلة الموازنة المالية والاتفاق شبيه بوضعه، كذلك بينما هجر عاد، والكثير من محبية ما زال الخوف يتملكهم من تكرار التجربة السابقة، صعود يتلوه هبوط، فالداعمون قلة في زمن بات الملعب يتكلم لمن يملك القدرة على البذل في استقطاب المواهب، وتكميلها بأربعة محترفين على طراز عال، فلاعب بحجم أفولو التعاون كان له الدور الأبرز مع شادي أبوهشهش في تميز الفريق والأخير فرط فيه الفتح بسبب ضعف العرض المقدم، بينما الخليج، فله تجارب سابقة في الصعود غير أن بقاءه لا يستمر كثيرا لذات السبب، فهل سنرى طموحا من رجال الأعمال الشباب يغير بوصلة الدعم للفريق القريب بدلا من البذل والدعم للبعيد؟ وهل سنرى الشركات تبادر بمد اليد بتوقيع عقود رعاية تساعد الأندية على القيام بدورها المنوط بها في رفعة أسهم المنطقة من خلال تعداد البطولات وتحقيقها فتعيد شيئاً من بريق وقت مضى.
ولأن الكبير سقطته موجعة نسأل عبدالعزيز الدوسري، ما سر تمسكك بالبقاء وإلى متى تسمع اللوم والعتاب، وتستمر متمسكاً ببقائك، ولماذا تتحمل كل هذا فمن الحكمة بأن تعطي الفرصة لغيرك، وتمنحهم فرصة العمل، فأنت قد استنزفتك السنون، ولا بد من فكر جديد يواكب الفترة الحالية, هل تكون محبا مثاليا وتفعل ذلك.