شخصية الأسبوع (2)
وقعت في حيرة بين ثلاث شخصيات. الأول عامل نظافة يعمل في الحرم المكي ــ قيل ــ أنه طلب إخلاء حجر إسماعيل ليصلي فيه وحده مكافأة على اجتهاده في عمله بدلاً من الحوافز المادية، لكن القصة ضربها تصريح من قائد شرطة الحرم المكي الذي أكد أن أفراد الأمن لا يخلون مواقع لأشخاص، وإنما استغل العامل وظيفته ليصلي بعدما أخلي الموقع من الزوار لقرب موعد الصلاة.
الشخصية الثانية كانت السيدة عائشة الرشيد التي توقعت قبل سنة أن تنسحب قطر من مجلس التعاون الخليجي، ضمن أمور أخرى خلال مدة لا تتجاوز عاما. توقع السيدة عائشة لم يحدث، ولكن قطر ــ فيما يبدو ــ سائرة في الاتجاه. تبقى توقعات السيدة عائشة غير نافذة ولهذا لم أخترها.
وقع اختياري على الشخصية الثالثة، وهو رجل طارد شاحنة هاربة من دوريات الأمن على قدميه، بعد أن انخفضت سرعة الشاحنة، واضطر السائق للتوقف. دخل شخصيتنا على السائق من خلال كسر زجاج باب السائق، واعتدى على السائق بالضرب، وانتشر مقطع يصور كل هذا في مواقع التواصل الاجتماعي.
احتمال أن يصدر تصرف هكذا في أي دولة بعيدة، لأسباب عديدة من أهمها سيطرة الأنظمة والقوانين التي تحكم التعامل بين الناس، وتمنع أن تظهر سلوكيات مثل هذه. فليس صحيحاً أن يأخذ شخص القانون بيده ويتصرف بناء على فورة دم، أو فزعة في حالة خطيرة كهذه.
يوضح المقطع أن أفراد الدوريات الأمنية تعمدوا أن يوقفوا الشاحنة بهدوء لضمان سلامتهم وسلامة السائقين في الطريق، ويوحي بأن جرم السائق لا يستدعي استخدام القوة.
العبرة المهمة هنا هي أنه ليس من الصحيح أن يأخذ كل شخص القانون بيده في دولة مؤسسات. خصوصاً أن ذلك سيؤدي إلى انتشار الاعتداءات وانتهاك القوانين.
رجال الأمن مسؤولون عن تطبيق القانون والمطاردة حسب أنظمة محددة تحكمهم وتحدد طرق الاستيقاف والتعامل مع المخالفين كل بحسبه. قد يطلب رجال الأمن العون من المواطنين في حالات معينة، وهنا يجب أن نقدم العون المطلوب وبالطريقة المطلوبة دون أن يأخذ أحد القانون بيده.