الفكر الاستراتيجي وادارة الأعمال

الفكر الاستراتيجي وادارة الأعمال

الفكر الاستراتيجي وادارة الأعمال

"عندما لاترى حولك مشاكل, فأنت إذن في مشكله".

مقوله أجنبيه تحمل في طياتها الكثير من الممارسات التي يتعاطاها رجال الأعمال. الكثير من رجال الأعمال يبدأ التجاره بفكره شخصيه غير مبنيه على اساس علمي تحمل في طياتها الكثير من المغامره. البعض من هذه المغامرات ينجح وينطلق بصاحبه الى الإزدهار، مما يرفع ثقة رجل الأعمال في نفسه ويعطيه الانطباع بأن كل ماقام به صحيح, متجاهلاً الظروف المُحيطه وعدة عوامل أُخرى قد يكون لها دور رئيس من حيث لايعلمه رجل الاعمال.

إن نجاح رجل الأعمال في أي منطقه وفي أي صناعه هو مطلب اقتصادي وطني مُلح لرفع القدرة التنافسيه للاقتصاد الوطني أمام الدول الأُخرى. ولأن رجل الأعمال هو الأصل في هذا النجاح, فقد برزت أهمية أن يكون هذا الأصل تحت الصيانه والتطوير المُستمرين. ولعل أحد المفاهيم الرئيسيه التي تدعم رجال الأعمال في قيادة وادارة أعمالهم هو بناء الحس أو "الفكر الاستراتيجي".

ويتلخص مفهوم الفكر الاستراتيجي في أن تتمحور قرارات الإداره العليا في محيط المُستقبل بحيثُ تكون موجهه إلى هدف محدد في مدى زمني بعيد (من ثلاث الى خمس سنوات في الوضع الطبيعي) مما يضع الموارد والجهود في طريق واحد بدلاً من أن تتضارب المهام, وتتسرب الموارد (كالوقت، المال، جهود الموظفين) في مالا يقدم للمنشأة على المدى البعيد سوى الهدر.

عندما نتأمل بدقه الى الوضع الحالي وخصوصا في الأعمال الصغيره والمتوسطه فإننا نضع ايدينا على مشكله يواجهها كثير من رجال الأعمال الا وهي أنهم يفقدون الرؤيه الى المستقبل وينشغلون في اعمالهم اليوميه التي ليست من اختصاصهم. مما يؤدي الى توجيه القرارات والموارد في غير محلها.

ان الانغماس في المشاكل اليوميه وحلها يجعل مشكلة بناء الخطه المستقبليه أكبر حجماً. كما أن هدر الموارد على المشاكل التشغيليه (غير الاستراتيجيه) سيوجد ضعف وصعوبه في تحقيق الأهداف الستراتيجيه بعيدة المدى. مما يوصلنا الى نقطة البدايه وهي أنه لاتوجد منشأة بلا مشاكل. وعدم الوعي بالأدوار والمهارات المطلوبه يجعل الادراك لنوع المشاكل غير صحيح. مما قد ينتهي في بعض الأعمال الى الفشل بعد تحقيق نجاحات باهره لأسباب غير مقنعه أو غير محسوسه.

ان النظره الشموليه والاستعانه بالادوات الاداريه الحديثة هي من ضمن ابرز الاسلحه التي يحتاجها رجل الاعمال السعودي في المرحله القادمه. فالتطور المتسارع للانظمه والقوانين وأيضا التقدم التكنولوجي جعلت بيئة المنافسه صعبة القراءه وتميل "في كثير من الاحيان" الى التنبوء.

* عضو هيئة تدريس الجامعه العربيه المفتوحه (الرياض)

الأكثر قراءة