كوكب رجالي وكوكب نسائي !
كوكب رجالي وكوكب نسائي !
ضربت السيدة عائشة الراشد نموذجا لأعمال البر والإحسان المندرجة تحت منظومة التكافل الإجتماعي والمنبثقة من قوله تعالى (والله يحب المحسنين) فهناك أفراداً سواءً نساءاً أو رجالاً يحييون سنناً حسنة، ويؤسسون قواعد خيرية يسير ويستفيد منها فئات عديدة بالمجتمع، فيستفيد منها الفقير والمحتاج ويستنير بتطبيقها كل من في قلبه بذور الخير والإنسانية واحتار بأي تربة خصبة يضع بذور الخير التي بقلبه، إن أمثال السيدة عائشة الراشد ليجددون أعمالاً طواها النسيان وإنني لأعجب كيف للأعمال الإجتماعية الخيرية الفردية تفوق ونجاح يربو أحياناً على نجاح المؤسسات والجمعيات الخيرية المنتشرة بعرض البلاد وطولها.
ربما لأن الأخيرة انتقلت إليها حمى (بيروقراطية) التنفيذ والتأجيل، فبالأمس ودعنا (رجلاً واحداً عن أمة) كوكب يُحتذى بأعماله التطوعية والإنسانية، الداعية وهامة البذل الخيري الشيخ د.عبدالرحمن السميط رحمه الله، وباليوم استبشرنا وتيقنا بأن امتداد الخير في هذه الأمة باقٍ إلى قيام الساعة من خلال نموذج فريد وكوكب جديد وهذه المرة (لإمرأة واحدة عن بلدة) إمرأة عن 21 ألف رجل عبر تبنيها لمشروع "شمل" لرعاية وإيواء اليتيمات بالأحساء بمبلغ قوامه 21 مليون ريال، فهنيئاً لها البشارة النبوية بالحديث الشريف (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة).
وإن كنا في هذا المقام ممتـنون لعائشة الراشد بأخذها للحديث السابق فنحن مدينون جداً لمن أوصل لنا آلآف الأحاديث النبوية، فعمل عائشة الراشد ذكرنا بفضل "أمنا عائشة" بنت الصديق - رضي الله عنها وعن أبيها - والتي قال عنها (زوجها) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) فكم نحن مدينون لها بنقلها لأحاديث نبينا لنا، وكثير من أمور ديننا، فضلاً عن فقه كبير للنساء مروي عنها ومستقى من علمها عن نبينا، ويكفيها شرف نزول الوحي بها مرتين ولنتأمل هذا التشريف والإكرام الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها رغم سمو مكانتها عندالله وعند رسول الله حيث قالت (ولشأني في نفسي أحقر من أن يتكلم الله فيٌ بوحي يتلى) !!
فهذه العظيمة أم المؤمنين كان هكذا تصغيرها لشأنها، فما ظننا بوقتنا في من صام يوم أو شهر وقام ليلة أوعشر فظهر عليه شيء من الأحوال ولاحظ ذلك بعين استحقاق الكرامات وإجابة الدعوات وأنه ممن يتبرك بلقائه ويغتنم صالح دعائه ويجب على الناس تعظيمه وتوقيره وتعزيره نظراً (لسُمية) لحمه فيتمسح بثوبه ويقبل ثرى أعتابه وأنه بمكانة ربانية ينتقم له لأجلها وغيرها من تقديس ! فينبغي للإنسان مهما عمل ومهما وصل أن يستعيذ بالله أن يكون عند نفسه عظيماً وهو عندالله حقيراً.
شكراً لكوكب الشرقية السيدة الأحسائية عائشة الراشد وبإنتظار كواكب جديدة مضيئة تلحق بركب من سبقوهم، كواكب بالمناطق الشمالية والجنوبية وبالمناطق الشرقية والغربية يتبنون مبادرات جميلة وعلاج ثغرات بمجتمعهم كثيرة هم أدرى بها من غيرهم وكلٌ في محيطه بشتى مدن ومناطق ومحافظات وقرى وطننا الواسع فرجالنا ونسائنا أصحاب عطاء وفيهم الخير الكثير وهم بلا شك أهل للتدبير ولكن يحتاجون فقط للتذكير.