الشركة الامبراطورية !

حين نتحدث عن أكبر المصارف العالمية نتذكر ستي قروب وبانك اوف أمريكا وجي بي مورغان، أما حين نذكر أكبر شركات النفط في العالم فلا ننسى إكسون موبيل وشيل، وعند ترتيب شركات السلع الاستهلاكية صاحبة أغلى علامات تجارية فبالطبع هناك شركات كبرى كأبل وماكدونالدز.

الشركة الامبراطورية والتي سنتعرف عليها تمتلك الحصة الأكبر في جميع الشركات العملاقة التي تم ذكرها سابقاً. ليس هذا فقط، بل وتمتلك أسهم في جميع الشركات المدرجة في أمريكا وأغلب العالم. انتشارها يمتد إلى السندات والديون السيادية والسلع وصناديق التحوط. إن هذه الشركة الأخطبوط ببساطة أكبر مستثمر (مدير أصول) في العالم بـ 4.1 تريليون دولار تحت تحكم وسيطرة الشركة مباشرة. بالإضافة إلى 11 تريليون دولار أخرى مدارة من شركات أخرى ولكن عن طريق برنامج التداول وحساب المخاطر (Alaadin). إذا هناك 15 تريليون دولار في العالم تتبع نفس طريقة حساب المخاطر والتداول تمثل هذه الـ 15 تريليون 7% من إجمالي جميع الأسهم والسندوات وحى القروض في الكون.

فلنتعرف أكثر على هذه الشركة الأكبر من عملاقة و التي أنشئت قبل 25 عاماً وبدأت بتقديم منتجات عادية مثل الصناديق المتداولة التي تتبع مؤشرات الأسواق فحسب. ساهم في نمو الشركة السريع منتج يسمى (iShares) وهي صناديق استثمارية متداولة تهدف إلى تتبع مؤشرات أغلب الأسواق العالمية. عملاء الشركة من جميع المشارب كالدول الغنية بصناديقها السيادية أو مؤسسات أو حتى أفراد.

السبب الآخر والمهم الذي ساهم في نمو الشركة هو إدارتها لمخاطر المحافظ المدارة من قبلها بتميز وحرص، حيث كانت الشركة من الشركات المستثمرة في الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، لكنها دخلت ذلك السوق بحذر وحللت دخل كل مقترض على حدة بشكل أدق من وكالات التصنيف الائتماني موديز وستاندردز آند بورز. لم تحتاج الشركة لأي دعم حكومي بعد أزمة الرهون العقاري فحسب بل وقدمت المشورة للحكومة الأمريكية في كيفية الحفاظ على النظام المالي في أحلك أيام الأزمة حيث كانت من أكثر شركات إدارة الأصول ربحية حينها.

ما يميز الشركة هو أنها لا تقترض مثل البنوك بل تدير أموال عملائها فتأخذ أتعاب الإدارة حتى حين تخسر الاستثمارات المدارة في حين تتمتع بأتعاب الإدارة وعمولة حسن الأداء حين تحقيق عوائد مرضية.

أخيراً لم يبق إلا أن نشير إلى اسم الشركة إنها بلاك روك (Black Rock) الشركة الأكبر من أن تدار.