الهلال غاضب

في السنوات القليلة الماضية كان الهلال يملك كرة جميلة وممتعة استطاع من خلالها كسب تعاطف الإعلام معه وأغلب الجماهير والمتابعين الذين لا ينتمون إليه، كانت هذه أيام العجوز إيرك جيريتس، حينها لم يكن بحاجة إلى استخدام الإعلام حتى يقنع الآخرين بكمية العمل وغالبية صحة القرارات التي اتخذتها الإدارة؛ لأن العمل واضح ولا يحتاج إلى كلام!
أما الآن فجمهور الهلال بتاريخه وبطولاته وهيبته التي صنعت من خلال أعوام كثيرة غاضب؛ فهم لا يفهمون هذا الخطاب الإعلامي الجديد من قبل كيانهم الشامخ ولا يعرفون كيف لصوت إعلامي مرتفع أن يحرز فريقهم من خلفه بطولة، بل إنهم لا يتذكرون سابقا أن ظهر رئيس لناديهم من خلال المنابر الإعلامية يتحدى فيها أكثر من أن يتحدى داخل الملعب!
شخصيا أعتقد أن أولى مشاكل الهلال تكون بوجود أشخاص استطاعوا الدخول إلى محيطه يتحدثون عنه وفيه بلا حدود أو منطق، استفادوا من خلاله في إيجاد مكانة لهم في مدرج الجماهير من خلال اللعب بعواطفهم حتى كوّنوا جيلاً يعوض سوء مستوى فريقه من خلال الإعلام، وحتى تستطيع الإدارة إخفاء أخطائها وكأن هذا الكيان الكبير بلا هوية ولا إنجازات؛ فلا اعتراف بالأخطاء يصدر منهم، ولا الاستفادة من عثراتهم السابقة يعملون عليها.
الهلال فعلا غاضب؛ لأن هناك من لايزال يمارس “تقزيمه” والتقليل من شموخه من حيث لا يدري تارة ومن خلال جهله في أحيان كثيرة، الهلال غاضب بسبب تكرار أخطاء في داخله لا تحصل في أندية في درجات أقل، الهلال غاضب لأن هناك من سمح لأصحاب فكر محدود أن يتصدروا خطابه الإعلامي، الهلال غاضب بسبب تغير ثقافته التي تأسست على نقد كل من يستحق النقد وعلى الانتماء للكيان لا للأشخاص كما هو حاصل الآن، فهل كل هذا يغُضب رئيسه أم أن أسباب غضبه تختلف عن غضب فريقه؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي