مهند أبودية .. على طريق أديسون

مهند أبودية .. على طريق أديسون

مهند أبودية .. على طريق أديسون

كم يفتخر الواحد منا عندما يرى واحد من أبناء بلده له طموح وهمة عالية، وأن يكون نموذجا للشباب في عالمنا العربي. مهند أبودية هو واحد من هؤلاء الذين يفخر بهم الوطن، وسبب حديثنا عنه اليوم أنه فاز مؤخرا وللعام السابع على التوالي بجائزة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة للشباب العربي المتميز في مجال الاختراع من بين 200 مرشح من العالم العربي.

إننا في كل مرة نتكلم عن مخترعين ومبدعين يتبادر إلى أذهاننا الجيل الذهبي العلمي من أمثال ابن حيان، والخوارزمي وابن هيثم وغيرهم، ولكن حين نتكلم عن العصر الحديث لا نجد تلك الكثرة من الأسماء، فهم قد لا يتجاوزن أصابع اليدين.

لذلك أعتقد أن شباب عصرنا والذي انفتح على الثقافات الأخرى لوفرة وسائل الاتصالات الحديثة يحتاج إلى نماذج شابة مبدعة ومبتكرة من جيلهم ومن جلدتهم، وأن يروا قدوات وأمثلة من أرض الواقع تثبت لهم أنهم ممكن يحققوا انجازات علمية.

المخترع مهند أبودية هو من جيل الشباب، فهو لم يتجاوز 26 سنة بعد، ومع ذلك فله انجازات كثيرة وكبيرة، وتلك نعمة ربما يغبطه عليها كثير ممن عمّر في الدنيا ولم يترك أثر، فالعبرة ليست بالعمر بل بما نحقق وننجز، ولذلك لنا معه عدة وقفات مقتضبة أعتقد أنها تستحق الإشارة مع الإشادة.

الوقفة الأولى: هي أن ندع الطفولة تعبر عن نفسها ، فقد كان منذ الصغر مولعا بتفكك الألعاب والأجهزة الإلكترونية قطعة قطعة ( وكذلك كان توماس أديسون ) ، وتلك الصفة أكسبته المهارة لاحقا في الإبداع والابتكار .

الوقفة الثانية : امض في تحقيق حلمك بعزيمة، عاش مهند أربع سنوات مع حلمه ليقدم أشهر اختراعاته وهي غواصة "صقر العروبة"، والتي يمكنها أن تصل إلى عمق 6525 مترا متفوقا على الرقم القياسي للغواصة اليابانية شينكاي. خلال هذه الفترة ذكر أنه أسمعت إلى كلمة مستحيل 232 مرة، ولكنه ضل يسير نحو الحلم المستحيل ليصبح حقيقة، فهو العاشق للتحدي.

الوقفة الثالثة : أن الحياة لا تخلو من الحوادث والمصائب ولكن المهم كيف نتعامل معها، فقد تعرض لحادث مروع في 2008، وهو في سن 21 سنة افقده بصره وساقه اليمنى، ومن العجيب أن آخر اختراعين له قبل الحادثة كان للمكفوفين (ولله في كل شيء حكمه) ولكن لم يكن ذلك مثبطا له كما قد يفعل البعض منا، بل زاده قوة وتصميم، فقد علق على ذلك بقوله : إنني مثل السهم أحتاج لقوة تشدني إلى الخلف لكي أنطلق بقوة إلى الأمام.

الوقفة الرابعة : شجعك من حولك وعلمهم، ولذلك أسس مركز إسطرلاب للتدريب، وهو مركز علمي مختص باحتضان المبدعين وتدريبهم وتقديم المساعدات والخدمات لهم، وهو حالياً يرأس مجلس إدارته.

بعد أن حصل على عدة جوائز محلية وعالمية، وسجل عدة اختراعات وابتكارات، ونشر مجموعة من الكتب مازالت قافلته تسير، ونحن نتمنى له التوفيق والثبات، وأن يواصل اختراعاته وابتكاراته ليتفوق على أديسون صاحب الألف اختراع، ولعنا حينئذ نخصص له ميدالية خاصة به فقط لا لغيره، كما فعل الكونجرس الأمريكي مع أديسون.

الأكثر قراءة