بابا الكاثوليك يغسل قدمَ مسلمةٍ

اختارت مجلة "التايم" البابا "فرانسيس" رجلاً للعام الفائت 2013. والبابا هذا مختلف تماماً عن بابوات الفاتيكان، يمكن القول عنه إنه متحرّر. أي بابا للفاتيكان يملك نفوذاً هائلاً، ويدير ثروة خرافية من أكبر ثروات الأرض.
كتبت عنه "نانسي جيبس" مقالاً فائضاً بالعاطفة على صفحتين، وتفننت "التايم" في إخراج الصفحة بحيث يبدو الفراغ بين أعمدة الكتابة بشكل صليب يملأ الصفحة، ووصفته بأنه يعيد رسمَ تصوّر ذهني جديد للكاثوليكية بتواضع غير مسبوق. فهو مَن شجّع أصواتا صغيرةً لا تُسمع، ومَن سمع فقراء إفريقيا ومرضى آسيا وضحايا الحروب، ومَن لصق بالأرض تواضعاً ومحبة لأنه قبّلَ وجهَ مشوَّهٍ، وغسل قدم امرأةٍ مسلمة.. إنسانية تعدّت حدود الكنيسة الكاثوليكية لتملأ الأرض.
هذا تلخيصٌ لما كتبته "نانسي جيبس" بمجلة "التايم".
طيب، أليست أخلاق الإسلام أفضل من أخلاق البابا؟ الذي علّمنا رسولنا الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - تعدّى تواضع أي إنسان على الأرض من قبل ومن بعد، وعلّمنا حبّاً غير مسبوق بجماله وحلاوته وطلاوته، علّمنا حباً للبشر بعمومهم لم يسبقه أحد لا قبل ولا بعد. حريٌ بنا أن نكون كمسلمين وبالذات علماء الإسلام أكثر البشر تواضعاً ومحبة للإنسانية.. وأن تعرف الإنسانية ذلك. علماؤنا ورثة الأنبياء، ماذا عملوا؟ عملوا الكثير، وحرصوا إن شاء الله حرصاً كثيراً، على أن محمداً - صلى الله عليه وسلم -، وخلفاءه الراشدين أحبتهم الأرضُ، ومَن سار عليها.
اسأل علماءَنا، وهم مَن أحب الناس إلى قلبي، وأغير لهم طوعاً وتلقاء، هل البابا يوازيهم محبة حقيقية حتى ينتشر اسمه في العالم، ويبكي الناس في إندونيسيا لما سمعوا خطبته عن المحبة بين البشر، وتظهر برامج في ماليزيا وطاجكستان تُعيد برامج عن البابا كأكثر مَن يحب البشر؟ وتعالوا نسألهم عنا؟
ولنكرّر أن هناك مَن لا يحبوننا وأنهم من الخاطئين المفترين، والواقع ما هو؟ ألا يجب أن يكون العالمُ يهتف ويعجب بنا وأولاً بعلمائنا لأننا نحن مَن يجب أن نحب الناس حقاً، ونحب أن نهديهم إلى الإسلام حباً لهم وإنقاذاً لهم من مصير أسود في يوم الحساب؟ ألم تتم الفتوحات الإسلامية لهذا الغرض؟ لم يكن غرض الإسلام التوسع من أجل التوسع، وإنما تلبية لمهمّةٍ أمر بها الله رسولَه والمؤمنين من بعده بنشر دينه في أصقاع الأرض. أليست هذه المهمة باقية بقاء الحياة ذاتها؟
بصراحة، هل هذا ما يعرفه عنا أي مسلم أو غير مسلم على الأرض؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي