تفاؤل أمريكي بإنتاج الغاز أكثر من النفط
إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات سيستمر في الارتفاع بشكل مطرد حتى عام 2040، في حين أن إنتاجها من النفط الخام سيصل إلى ذروته عند 9.61 مليون برميل في اليوم في عام 2019، حسب أحدث توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن مستقبل الطاقة على المدى الطويل.
في إصدارها لعام 2014 عن مستقبل الطاقة، توقعت إدارة معلومات الطاقة أن يرتفع إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى 37.61 تريليون قدم مكعبة سنويا بحلول عام 2040 من نحو 24.1 تريليون قدم مكعبة في عام 2012، ما يعكس نموا قويا في إنتاج الغاز الطبيعي من طبقات السجيل الغازي ومن المصادر غير التقليدية الأخرى. ستسهم ترسبات السجيل الغازي، مثل مارسيلو في ولاية بنسلفانيا وHaynesville في لويزيانا، بنحو نصف إنتاج الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي في عام 2040.
إن ارتفاع إمدادات الغاز الطبيعي وانخفاض أسعاره سيؤدي إلى إحلال الغاز بشكل متزايد محل الفحم لتوليد الطاقة الكهربائية، وفقا لتوقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الغاز سيتجاوز الفحم لهذا الغرض بحلول علم 2035، في ضوء اللوائح والسياسات الحالية. يشير تقرير الإدارة إلى أن هذا التحول قد يحدث في وقت أقرب فيما إذا تغيرت الأنظمة. من المتوقع أن يحقق الغاز مكاسب ضد أنواع الوقود الأخرى، خاصة تلك المستخدمة لتشغيل الشاحنات الكبيرة وبعض عمليات التصنيع.
وتفترض إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في مركز التداول هنري إلى 7.65 دولار (دولار عام 2012) لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في عام 2040، ارتفاعا من 2.75 دولار في عام 2012. تفترض الإدارة أيضا ارتفاع أسعار نفط خام بحر الشمال برنت إلى 141.46 دولار (دولار عام 2012) للبرميل في عام 2040، ما قد يترك فجوة كبيرة بين أسعار النفط والغاز.
وفقا لتوقعات الإدارة، ستبقى النسبة بين سعر النفط إلى الغاز أكثر من ثلاثة إلى واحد على أساس وحدة حرارية بريطانية، ما قد يؤدي إلى استبدال الوقود السائل بالغاز في بعض المجالات. على الرغم من ملاحظة التقرير أن الجدال ما زال قائما حول مدى إمكانية بقاء إنتاج الغاز قويا مع الأسعار الحالية للغاز، الإ أنه أشار إلى أن التقدم التكنولوجي قد زاد من كفاءة عمليات الحفر وحسن من الربحية.
بالنظر إلى الارتفاع المطرد في إنتاج الغاز الطبيعي، تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن تصبح الولايات المتحدة دولة مصدرة للغاز في عام 2018، حيث ستتجاوز صافي صادراتها 14.8 مليار قدم مكعبة في اليوم بحلول عام 2025. حيث من المتوقع حدوث زيادة حادة في صادرات الغاز، ولا سيما الغاز الطبيعي المسال والغاز عبر خطوط الأنابيب إلى المكسيك، في حين أن الواردات عن طريق خط الأنابيب من كندا سيتقلص.
لكن تقرير الإدارة اعترف أيضا بوجود عدد من القيود المحتملة على زيادة إنتاج الغاز، مثل الفرضيات غير الدقيقة عن جيولوجيا الصخر الزيتي والاختناقات في البنية التحتية، على سبيل المثال في بناء محطات الغاز الطبيعي المسال ومحطات تعبئة الغاز الطبيعي للمركبات، أو نتيجة التغييرات في قوانين التي تنظم عمليات التكسير الهيدروليكي التي قد ترفع من تكاليف الإنتاج .
على جانب النفط الخام، زادت إدارة معلومات الطاقة أيضا من توقعاتها بخصوص إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام، حيث توقعت أن يصل إلى ذروته في عام 2019 عند 9.61 مليون برميل في اليوم، أي ما يعادل المستوى القياسي الذي كان عليه في عام 1970، مدفوعا بارتفاع الإنتاج من الحقول البحرية وبالمزيد من الارتفاع في إنتاج النفط من موارد الصخر الزيتي. من بعدها سيبدأ الإنتاج في الانخفاض في عام 2020 بسبب القيود الجيولوجية لموارد الصخر الزيتي، ليصل إلى 7.48 مليون برميل في اليوم في 2040.
في المقابل، توقعت إدارة معلومات الطاقة في العام الماضي أن يصل إنتاج النفط الأمريكي إلى ذروته عند 7.5 مليون برميل في اليوم في عام 2019، ويبدأ بالتراجع بعد ذلك إلى 6.1 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2040. حيث تعرضت الإدارة في حينها لانتقادات لكونها كانت متأخرة في إدراك تأثير طفرة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.
بما أن نمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة فاق نمو الطلب، فإن الفجوة بين إمدادات النفط والاستهلاك المحلي ستضيق. ويتوقع تقرير الإدارة أن يرتفع استهلاك الوقود السائل في الولايات المتحدة إلى 19.54 مليون برميل في اليوم في عام 2018 ومن ثم سينخفض إلى 18.73 مليون برميل في اليوم في عام 2040، هذا مساو تقريبا لمستوى الاستهلاك الحالي.
إن الطلب على وقود محركات البنزين سيشهد الانخفاض الأكبر، حيث سينخفض من 59 في المائة من إجمالي استهلاك الوقود في قطاع النقل والمواصلات في عام 2012 إلى 44 في المائة في عام 2040. الطلب على البنزين سيستقر في عام 2025، عندما يضمحل تأثير أنظمة كفاءة الوقود الحالية، على الرغم من أن الانخفاض في الطلب يمكن أن يستمر إذا ما تم فرض المزيد من التحسين في كفاءة استهلالك الوقود. من المتوقع أن تنخفض أيضا واردات الولايات المتحدة من النفط الخام والسوائل الهيدروكربونية الأخرى في السنوات المقبلة، حيث ستمثل الواردات نحو 25 في المائة من الطلب على الوقود السائل في عام 2016، انخفاضا من أكثر من 60 في المائة في عام 2005.
في أسواق المنتجات النفطية، ستبقى الولايات المتحدة مُصدر صافي، حيث سترتفع صادرات نواتج التقطير الوسطية (وقود الديزل وزيت التدفئة) أسرع الجميع والواردات ستنخفض. معدلات تشغيل المصافي الأمريكية حاليا قرب 99 في المائة، ما خلق فائض في المنتجات، والأسعار معتدلة نسبيا مقارنة بالعام الماضي.
يشير تقرير الإدارة إلى أن معدلات انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون ذات الصلة بالطاقة من المتوقع أن تبقى ثابتة وأقل بكثير من ذروة انبعاثات عام 2005، على الرغم من أن النمو الاقتصادي السنوي المتوقع للولايات المتحدة سيكون بحدود 2.4 في المائة، وذلك بفضل تحسين كفاءة الوقود والغاز الطبيعي الذي يجري استبداله محل الفحم الأكثر تلوثا.