وجهة نظر في ربكة المطر

وجهة نظر في ربكة المطر

وجهة نظر في ربكة المطر

" الرجاء من أولياء الأمور الحضور للمدرسة فورا بسبب إخلاء المدرسة للظروف الحاصلة ، والمدرسة تخلي مسؤوليتها ".

الرسالة أعلاه وصلت لي الساعة 10:17ص من المدرسة الابتدائية التي تدرس فيها ابنتي في الصف الأول الابتدائي ، وفي تقديري أن كل من يقرأ الرسالة من أولياء أمور الطالبات سيهتز ذعرا ، وهو ما أصابني فحاولت أحصل على رقم المدرسة من استعلامات الدليل فرفض لأن الوصول لأرقام مدارس البنات يكون عبر إدارة التعليم فطلبت منه رقم مركز الإشراف الذي تتبعه المدرسة فحصلت عليه ولكن بعد الاتصال به لعدة مرات لم أظفر بأن يتكرم علي أحد بالرد ، أيقنت بعدها بضرورة التوجه للمدرسة والقلق يملؤني وأسوأ الاحتمالات تعبث بمخيلتي ، ولك أن تتصور قيادتي بهذه النفسية المشبعة اضطرابا في وقت مطير يتزايد فيه سقوط المطر .

وبعدها بقليل وردني خمس رسائل من مدرسة ابني الذي يدرس في الصف السادس الابتدائي وحينها علمت أن توجيها جاء للمدارس بإخلاء الطلاب والطالبات لتزايد هطول الأمطار ، والحقيقة أتقدم بالشكر لحرص المسؤولين على أبنائنا الطلاب والطالبات ، ولكن ينبغي دراسة كافة الأمور المتعلقة بقرار كهذا .

فاتخاذ القرار سبب ربكة كبيرة حيث تم استئذان كثير من الموظفين من أعمالهم لإحضار أبنائهم وعندما تنتقل لمشهد استئذان الموظف من دوامه ستجد أن هناك مراجعين جاؤوا من أماكن بعيدة وفي وقت يشتد فيه المطر وتكتنفه المخاطر ثم لا يتم تنفيذ معاملته بسبب استئذان الموظف مما يزيد من احتقان الغضب وقد يتصرف بشكل غير مسؤول ، كما أن إشكالا كبيرا سيحدث بين الموظف ورئيسه حينما يرفض رئيسه خروجه من العمل لوجود مهام يجب أن ينفذها ، وفي الحقيقة سوف نعذر الموظف حينما ينطلق دون شعور وربما يضرب بعرض الحائط كل التهديدات التي ربما يتفوه بها رئيسه فالموضوع أهم وهو إحضار فلذة كبده من المدرسة خاصة إذا وصلته رسالة بالأسلوب الذي أوردته في أول المقالة .

ومما ترتب على هذا القرار زحام مفاجئ في الطرقات حيث عدد من أولياء الأمور سينطلقون بأنفسهم لإحضار أبنائهم مع العلم أن عددا كثيرا من الطلاب في العادة يستقلون باصا لنقلهم ولكن هذه المرة موعد خروجهم استثنائي فربما لا يتوفر فيه الباص لنقلهم كالعادة وربما لن يثق ولي الأمر بأن ينقلهم الباص بل سيباشر الأمر بنفسه لأن الرسالة التي وصلته تحمل الكثير من التحذير .

وفي تقديري أن الأمر يحتاج لغرفة عمليات تقوم بها مكاتب التربية والتعليم مع مدارسها التي تتبع لها ، فلا يتم التوجيه بإخلاء الطلاب إلا للمدارس التي يواجه طلابها خطرا ما يهددهم في حال تزايد المطر كأن يكون موقع المبنى في مستوى منخفض يسبب ارتفاع منسوب المياه ويغلق بذلك منافذ الدخول والخروج ، أو أن المبنى متهالك ويخشى من انهيارات أو ما شابه ذلك .

وفي تقديري أن عددا كبيرا من المباني المدرسية لم يتأثر بموجة المطر الشديد ، فهي مهيأة لأن تكون أماكن إيواء في حال الكوارث فلماذا نخليها من الطلاب في وقت ربما يكون خروجهم فيه كارثيا ولماذا نربك النظام المدرسي والمجتمعي لأجل بعض التهديدات المحدودة في بعض المدارس .

*مساعد مدير إدارة التدريب التربوي والابتعاث بالرياض

الأكثر قراءة