الثورة السورية تفقد قائد لواء التوحيد عبدالقادر الصالح

الثورة السورية تفقد قائد لواء التوحيد عبدالقادر الصالح
الثورة السورية تفقد قائد لواء التوحيد عبدالقادر الصالح

توفي قائد لواء التوحيد عبد القادر صالح الذي يعتبر من ابرز القادة العسكريين في المعارضة المسلحة اليوم الاثنين متأثرا بجروح كان اصيب بها في غارة جوية نفذتها طائرات النظام في منطقة حلب، بحسب ما ذكر اللواء والمرصد السوري لحقوق الانسان.

واوردت احدى صفحات لواء التوحيد على موقع "فيسبوك" صباح اليوم العبارة الآتية "نزف إليكم نبأ استشهاد قائد لواء التوحيد المجاهد عبد القادر الصالح".
وجاء في بريد الكتروني للمرصد السوري لحقوق الانسان "استشهد قائد لواء التوحيد عبد القادر صالح المعرف بـحجي مارع، متاثرا بجروح اصيب بها الخميس الفائت اثر استهداف الطيران الحربي قياديي لواء التوحيد في مدرسة المشاة (شرق حلب) التي استشهد فيها ايضا يوسف العباس المعروف بابو الطيب، المسؤول الامني في اللواء، بينما اصيب القائد العام للواء عبد العزيز سلامة بجروح طفيفة".

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه "تم نقل صالح الى مستشفى في تركيا حيث توفي، وسيتم نقل جثمانه الى سوريا لمواراته الثرى".
وكان ابو الطيب وعبد القادر صالح في سيارة داخل القاعدة التي يسيطر عليها اللواء منذ اكثر من سنة، عندما استهدفا بالغارة.
واعتقل لواء التوحيد بعد الغارة حوالى ثلاثين شخصا للاشتباه بانهم "تخابروا" مع النظام وزودوه بمعلومات.

واصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي انتقده صالح بشدة خلال الفترة الاخيرة بيانا جاء فيه "ارتقى شهيداً المجاهد البطل عبد القادر الصالح، ابن سورية البار، والقائد العسكري للواء التوحيد، متأثراً بجراحه التي أصيب بها في قصف عشوائي نفذه طيران الأسد المجرم على مدينة حلب قبل أيام".
وقال البيان ان صالح هو "أول موقدي المظاهرات السلمية في ريف حلب، وأول المقتحمين لمعاقل عصابات الأسد في حلب، ومؤسس لواء التوحيد،"، معتبرا انه سيكون "رمزاً حياً يعيش في قلوب جميع السوريين يشهدون له بالأمانة والصدق والإخلاص وحسن السيرة".

وراى الباحث السويدي آرون لوند الخبير في الشؤون السورية ان مقتل صالح "في وقت يتقدم النظام السوري في حلب، هو خبر سيء جدا للمعارضة".
وقال في مدونة كتبها عنه ان صالح كان يتمتع ب"الكاريزما"، مشيرا الى وجوده الدائم مع عناصره على الجبهة، والى ظهوره باستمرار على شاشات التلفزيون، معتبرا انه كان "وجها مهما جدا من وجوه الثورة في حلب".

وكان عبد القادر صالح عضوا في هيئة الاركان للجيش السوري الحر كممثل للجبهة الشمالية. الا انه ورغم تنسيقه مع القيادة العليا للجيش الحر المرتبطة بالائتلاف السوري المعارض، انتقد بشدة الائتلاف الذي اعتبره "لا يمثل مصالح الشعب السوري". وكان ياخذ عليه انقساماته وانصياع قادته لدول خارجية بدلا من الارتباط ب"القاعدة الثورية".
وبرز صالح في معركة حلب التي بدأت في صيف 2012.

وجاء في بيان نعيه الصادر عن المجلس الوطني السوري، ابرز مكونات المعارضة السورية، الاثنين "في شهر تموز/يوليو من عام الثورة الثاني، قدمت الثورة السورية، وقدمت حلب وريفها المعطاء، وجهاً مشرقا، وقائداً من الطراز النادر هو عبد القادر صالح".
واضاف ان "عبد القادر صالح المسكون دائماً بهاجس الوحدة ورص الصفوف، أنشأ وقاد لواء التوحيد الذي حرر مساحات شاسعة من ريف حلب، وفاجأ النظام والعالم بدخول حلب وتحرير معظم أجزاء عاصمة سوريا الاقتصادية، ما شكل مرحلة نوعية حاسمة في كسر شوكة النظام المجرم وإجباره على التراجع تلو التراجع".
ويحظى عبد القادر صالح بشعبية كبيرة بين المقاتلين والناشطين الذين ملأوا صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت بتعابير الاشادة به وبانجازاته.

في مقابلة له مع وكالة فرانس برس في ريف حلب في آذار/مارس 2013، قال صالح "الناس يسألوننا: اي دولة تريدون؟ اي نظام سياسي؟ نحن في سوريا مسلمون بنسبة 85 في المئة. نرغب بدولة اسلامية، لكننا نريدها منتخبة من الشعب".
وشكا من غياب الدعم الحقيقي من الدول التي تقول انها مؤيدة للمعارضة، قائلا "ليست الا وعود. لم نحصل على اي دعم فعلي وحاسم يمكننا من الفوز بالمعركة".

بعد وفاته، انشئت صفحة على فيسبوك حملت اسم "الشهيد البطل عبد القادر صالح" حصدت خلال ساعات على حوالى 1600 تأييد. ونشرت فيها صور له من ساحة المعركة.
وبحسب المعلومات التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، فان عبد القادر الصالح في الثالثة والثلاثين من العمر. وهو متزوج وله خمسة أولاد وكان يعمل في تجارة الحبوب والمواد الغذائية قبل ان يحمل السلاح بعد تحول النزاع في سوريا الى العسكرة.
هو ينتمي الى التيار الاسلامي في سوريا من دون ان يكون متطرفا.

وكان من أول المنظمين للنشاط السلمي والتظاهرات في مارع في ريف حلب، وحينها أطلق عليه اسم "حجي مارع". عندما انتقل إلى العمل المسلح، اختير ليكون قائد كتيبة محلية في مارع، ثم ليقود مجموعة من الكتائب العسكرية للقتال في الريف الشمالي لحلب تحت اسم "لواء التوحيد".
ويقول الناشطون انه يتمتع ب"كاريزما عالية، ولديه حضور قوي وقريب من الناس"، ويتمتع "بشعبية كبيرة".

ويقول تشارلز ليستر، المحلل في مركز ابحاث "آي اتش اس جاينز" حول قضايا الارهاب، لوكالة فرانس برس ان صالح "كان كفرد شخصا مهما جدا، وكان كثيرون في حلب وفي سوريا كلها ينظرون اليه على انه ممثل فعلا للثورة".

ويضيف "يأتي من محيط متواضع ويجاهر بانتمائه الاسلامي، لكنه كان منفتحا على الرغم من ذلك، واقام علاقات وطيدة مع معظم المجموعات المقاتلة على اختلاف انتماءاتها".
ورأى ليستر ان مقتل صالح سيشكل "ضربة كبيرة" للمعارضة المسلحة، لكنه قد يشكل ايضا حافزا لها للقيام بهجوم مضاد بعد التقدم الاخير الذي احرزه النظام.
ويعتبر لواء التوحيد احد ابرز مكونات المعارضة السورية. ويبلغ عديد عناصره حوالى ثمانية الاف.

وقبل 5 أيام وبالتحديد في الثاني عشر من شهر نوفمبر الجاري قام الصالح بزيارة جبهة القتال المشتعلة مع قوات الأسد في حلب والمعروفة بمعركة المطار واللواء 80، وخطب في جمع من جنوده في آخر ظهور له.

وفي تقرير نشرته عنه النيويورك تايمز مع بداية صعود نجمه قالت الصحيفة "شخصية كالسيد عبد القادر، تضع مثالاً حول أشخاص أخذوا بالبروز في سوريا كقادة للحرب ضد النظام، هم ظاهرة تتبدى في أرض المعركة ."
#2#
وعن سيرته كتب موقع عكس السير الإخباري السوري "عبد القادر الصالح شاب من ريف حلب الشمالي ومن بلدة مارع بالتحديد لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من العمر إلا أنه ظهر كقائد استثنائي لأكبر التشكيلات المقاتلة التابعة للجيش السوري الحر, بل تعدى ذلك لأن أصبح رمزاً من رموز الثورة في حلب, عمله الأساسي هو تجارة الحبوب والمواد الغذائية, ويعرف عنه صدقه وأمانته في التعاملات التجارية التي كان يمارسها قبل الثورة, بالإضافة لعمله التجاري كان يمارس دوره في المجتمع عبر الدعوة إلى الإسلام داخل سورية وخارجها أحياناً, مع بداية الثورة كان عبد القادر الصالح من الشباب الذين نظموا الحراك السلمي الثوري في مدينة مارع, حينها أطلقت عليه تسمية “حجي مارع” وكانت التسمية الوحيدة له في بداية الحراك فالكثيرون لم يعرفوا من هو حجي مارع, وعندما بدأت تزداد جرائم النظام وتكثر انتهاكاته اضطر الرجل أن يحمل السلاح في وجه هذا النظام كما فعل غيره من السوريين".

وجُرح عبد القادر في المعارك أكثر من مرة، و نجا من محاولة اغتيال في الخريف الماضي مما أضاف لصورته لمعاناً لدى سكان محافظة حلب التي يقوم فيها بشكل أساسي بقيادة الثوار."

وبمقتل الصالح تكون الثورة السورية قد فقدت اليوم أحد أبرز أركانها إن لم يكن ركنها الأقوى،
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عن الصالح ونعاه غالبية المقاتلين وقادة الفصائل والناشطين السوريين المشاركين على تويتر وفيسبوك، وكتب هادي العبدالله الناشط والإعلامي المعروف "القائد العظيم عبد القادر الصالح شهيدا في ذمة الله...نقسم بالله العظيم أن نسير على دربك يا بطلنا وقائدنا...عهدا علينا أن نأخذ بثأرك" فيما كتب أحمد أبازيد أحد المشاركين في أيام الثورة الأولى "التقيت عبدالقادر صالح حوالي الساعة فقط,مذ عشت وحتى أموت لا أظن أنني سألتقي رجلاً بمثل شجاعته وطيبته وتواضعه..سلام عليك يا حبيب الله وحبيبنا".

الأكثر قراءة