كابوس .. و حقيبة سفر

كابوس .. و حقيبة سفر

كابوس .. و حقيبة سفر

كابوس مرعب كان يراودني و أنا صغيرة .. استيقظ بعده مشلولة الأطراف ، غير قادرة حتى على الصراخ لأستنجد بمصدر الأمان أمي وأبي ليضماني ، ليقولا لي : نحن هنا ، انما هو مجرد كابوس لا صلة له بواقعنا. ملابس عسكرية ، بنادق ورصاصات متناثرة هنا وهناك ، دبابات و عتاد! لم أكن اتوقع يوما أن يتحول ذلك المشهد المأساوي الى حقيقة مرة نعيشها يوميا !!

لم أتمنى يوما أن يكون حقيقة من شدة خوفي منه مع أنه مجرد كابوس ، و ها هو ذي الان مشهد حي ، لا بل يومي .. نعيشه جميعا كشعب سوري ميتم في داخل مزرعة الشهداء (سورية) و خارجها. تحولت حياتنا الى جقيبة سفر. ترحل معنا من بقعة من بقاع الأرض الى أخرى بحثا عن مأوى و لقمة عيش. بحثا عمن يواسينا و يطبطب على أكتافنا المثقلة بالهموم. بحثا عمن يكفكف دمعة أم ثكلة أو ولد يتيم.. بحثا عمن يقول لنا أن عرضنا وأرضنا لم تنتهك .. عمن يسدل ستارا أمام أعيننا لننسى حقيقة أن أخانا العربي قد نبذنا ، رفض استقبالنا, حتى أنه أخرج من دياره من كان يقطنها منذ سنين.. من بذل فيها قصارى جهده ليسترزق قوت عياله.. فما الحل ؟

أنستبدل حبنا لسوريتنا وتوقنا للعودة اليها بحب أرض ووطن جديد؟! أنتوقف عن القول بأننا فدى أخونا العربي (كما كنا دوما..) أسئلة كثيرة تراودنا , تعشعش في أذهاننا منتظرة اجابة شافية , لقد سئمنا , لقد تعبنا. أيها الكابوس ألا تقتسم جزءا من المصائب التي جررتها لديارنا مع بقية البشر؟! فما جررته علينا يكفي كل البشر حزنا و هما ... ويزيد

الأكثر قراءة