الأسبوع العالمي للإرشاد .. خطوة لنجاح المشروعات الصغيرة
برعاية الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب وزير الخارجية رئيس مجلس أمناء صندوق المئوية، انطلقت في مدينة الرياض فعاليات الأسبوع العالمي للإرشاد لريادة الأعمال في نسخته الثانية خلال الفترة من 4 - 10 من تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الجاري بتنظيم من صندوق المئوية.
ويهدف الأسبوع العالمي للإرشاد لريادة الأعمال، إلى تعزيز ثقافة وفكر المبادرة والعمل الحر ونشرها بين أبناء المجتمع بجميع مستوياته الاجتماعية والتعليمية والعمرية. ومن بين أهداف الأسبوع أيضاً السعي الحثيث إلى نشر ثقافة الإرشاد التطوعي في ريادة الأعمال، وإبراز دور الإرشاد في نجاح المشاريع ورواد الأعمال، وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بين المرشدين لتعزيز دور المسؤولية الاجتماعية، وتحقيق التكامل بين الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني وفق معايير عالمية، وتوفير الدعم المعرفي للمرشدين وتطوير مهاراتهم الاحترافية، وتفعيل دور الإرشاد في دعم التنمية المستدامة من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ومن هذا المنطلق ونظراً لأهمية الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها الأسبوع العالمي للإرشاد لريادة الأعمال، فقد حرص صندوق المئوية منذ تأسيسه على إنشاء برنامج للإرشاد، وعمل على تطويره للوصول به إلى الريادة العالمية، باعتباره حدثاً وإن كان سعوديا إلا أن الصندوق رغم ذلك قد حرص على إطلاق مبادرة الأسبوع ليصبح حدثا سعوديا عالميا تسهم فيه كل الدول والمؤسسات ذات الخبرة في مجال الإرشاد الريادي، حيث تقام فعاليات هذا الأسبوع في عدة بلدان حول العالم وبرعاية السعودية من خلال صندوق المئوية.
جدير بالذكر أن الأسبوع العالمي للإرشاد لريادة الأعمال يتسق تماماً مع منهجية صندوق المئوية في مجال الإرشاد الريادي، باعتبار أن الصندوق يسعى جاهداً منذ تأسيسه إلى تطبيق تجارب رائدة في مجال الإرشاد المتخصص لرواد الأعمال. وتجسيداً لعزم الصندوق ورغبته الأكيدة في تطوير تجاربه في مجال الإرشاد، فقد قام الصندوق في عام 2011 بالتعاون مع المنظمة العالمية لشباب الأعمال YBI في بريطانيا بإحداث نقلة نوعية في مفهوم الإرشاد لرواد الأعمال من خلال إطلاق برنامج الإرشاد المتميز Star Mentoring Program الذي أسهم بفعالية قصوى في الرفع من فرص نجاح المشاريع التي يدعمها الصندوق ويقدم لها القروض لإنشاء المشاريع أو لتطويرها. كما تعتبر هذه المبادرة وفق استراتيجية وطموح صندوق المئوية، جزءاً لا يتجزأ من تفهم الصندوق لحاجات رواد الأعمال وبالذات من فئة الشباب في المملكة العربية السعودية وحول العالم، باعتبارها خطوة تساعد على نجاح المشاريع، وباعتبار أيضا أن المرشدين يعدون جزءاً حيوياً ومهماً جداً في نجاح الأعمال التجارية وخاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ويتضمن الأسبوع العالمي للإرشاد لريادة الأعمال في هذه الدورة، أربعة محاور رئيسة، المحور الأول يركز على دور الإرشاد للمشروعات الصغيرة بين الخدمة التطوعية والعمل المهني الاحترافي، في حين يركز المحور الثاني على مناقشة الإطار العام للإرشاد الاحترافي. ويركز المحور الثالث على الضوابط والاعتبارات القانونية التي تحكم العلاقة الإرشادية، وأخيرا يركز المحور الرابع على عرض لتجارب عملية إقليمية ودولية في مجال الإرشاد للمشروعات الصغيرة.
وتهدف المحاور الأربعة في مجملها إلى توضيح العلاقة بين المرشد والمراقب والاستشاري للمشروعات الصغيرة والفرق بين دور كل منهم، وإلى توضيح السمات الأساسية لمرشد المشروعات الصغيرة، وإلى توضيح الآلية النظامية لأداء مهام الإرشاد للمشروعات الصغيرة، وأخيراً إلى توضيح الإطار المنهجي لممارسة مهمة الإرشاد للمشروعات الصغيرة.
ويصاحب هذه الدورة لأسبوع الإرشاد العالمي لريادة الأعمال، عديد من الفعاليات المهمة، التي من بينها على سبيل المثال لا الحصر، ورش عمل لأفكار المشاريع المبدعة، ومعرض افتراضي للمؤسسات، وحملة توعوية بالثقافة الإرشادية ودور العمل التطوعي في دعم الإرشاد، وملتقى للإرشاد الاحترافي وللمرشدين.
إن مثل هذا الأسبوع الإرشادي لرواد الأعمال، سيعمل على الارتقاء بأداء المنشآت والمشروعات الصغيرة، باعتبار أن الإرشاد يسهم بفعالية في توفير خطوات النجاح، التي تبدأ بالإرشاد، ولا سيما أن معظم حالات الفشل التي صاحبت المشروعات الصغيرة بنسبة تجاوزت 60 في المائة، كان نتيجة لغياب الإرشاد الذي يعمد إلى توفير الدعم المعرفي للمشاريع.
خلاصة القول، إن الأسبوع العالمي للإرشاد لريادة الأعمال، يعد من بين الخطوات الرائعة والواثبة والطموحة والجريئة في الوقت نفسه للمساهمة الفعالة في رسم خريطة طريق لنجاح المشروعات الصغيرة، ولا سيما أن نسب فشل المشروعات الصغيرة، تعد هي الأعلى على مستوى المشروعات الأخرى المتوسطة والكبيرة منها، مما يتطلب الأمر توفير أقصى إرشاد ممكن للمشروعات الصغيرة وبالذات الناشئة منها في بداية حياتها، حيث تتمكن من تجاوز الصعوبات والمعوقات التي تواجهها في مرحلة البدايات.
من هذا المنطلق حرص صندوق المئوية على الاستمرار في استضافة فعاليات ذلك الأسبوع للمرة الثانية على التوالي، إيماناً منه بأن خطوات نجاح المشروعات الصغيرة تبدأ بالإرشاد، ولا سيما أن مثل هذه المبادرة، تسعى إلى تطوير قدرات المرشدين من خلال تبادل الخبرات والمعلومات بين الدول والمؤسسات المتخصصة في مجال الإرشاد الريادي للأعمال، بغية بناء ثقافة ارشادية احترافية ومهنية على مستوى المملكة داعمة للمشروعات الصغيرة.