IBM تطالب مزودي خدمات الاتصالات بتعزيز تدفق البيانات الضخمة

قال لـ"الاقتصادية" محمد عبد الحق، المدير العام لشركة "آي بي إم" في المملكة العربية السعودية إن البيانات الضخمة لديها القدرة على تغيير كُلٍّ من مشهد الأعمال التجارية في منطقة الشرق الأوسط ونوعية الحياة التي يعيشها مواطنوها، مطالبا في الوقت نفسه شركات الاتصالات ومزودي خدماتها في المنطقة بالقيام بتحول مماثل إذا رغبوا في الاستفادة من موارد البيانات التي بين أيديهم الآن، أي الاستفادة بالتحديد من "الآبار" و"الأنابيب" التي تعزز تدفق البيانات بجميع أشكالها. ومن خلال معايرة هذه الموارد لتوفير إمكانيات البيانات الضخمة، واكتساب مهارات جديدة وتكنولوجيا التحليلات من خلال إقامة شراكات مع نظرائهم في القطاع التكنولوجي، يمكن لقطاع صناعة الاتصالات أن يسهم في دعم آفاق النمو المستقبلية لمعظم قطاعات الصناعة في الشرق الأوسط. وبالتالي تمكين الأعمال التجارية من التغلب على التحديات الحالية وفي الوقت نفسه خلق مصدر جديد لكسب الميزة التنافسية في هذه العملية.
في المقابل إذا أرادت قطاعات الاتصالات في الشرق الأوسط أن تصبح المصدر الأمثل للحصول على حلول البيانات الضخمة، فإنه - وحسب عبدالحق - يتعين عليها ضمان تمتع موظفيها بالخبرة الكافية لاستعمال مواردها في التعامل مع مجموعة واسعة من مشاكل الأعمال التجارية وأنواع البيانات. كما يتعين عليها أيضاً أن تستخدم قدرات التحليلات المعمقة التي تقوم بتحليل جميع البيانات المتاحة لتقديم الرؤى والأفكار المستمدة من الوضع الخاص والأهداف المحددة لكل قطاع صناعي على حدة، فضلاً عن تقنيات الجيل المُقبل التي يمكن أن تتواصل مباشرة مع الزبائن والعملاء لتقديم رؤى وأفكار مخصصة للأشخاص على المستوى الفردي.
استخراج قيمة البيانات الضخمة

تنبع قيمة البيانات الضخمة من الرؤى والأفكار التي تقدمها وتعززها الشركات، ففي حين أنه يمكن أن يكون لشركات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط سيطرة ما على البنية التحتية ومنصات الأجهزة التي تحمل البيانات حسبما أوضحه محمد عبدالحق، مضيفا:"يتعين عليهم أن يتعاونوا مع قادة القطاع التكنولوجي الذين يملكون الخبرة في مجال النظم والتحليلات اللازمة لصقل البيانات الضخمة وتحويلها إلى توصيات يمكن تطبيقها في قطاع الأعمال"، مؤكدا استطاعة كلا الطرفين توفير تطبيقات البيانات الضخمة التي يزداد الطلب عليها من قبل قطاعات الصناعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط بصفتها مصدراً مهماً لإمكانية النمو لأي شركة تقدم خدمات الاتصالات.
ويتطلب التنوع في هذه التطبيقات قيام قادة قطاع الاتصالات بغرس وتنمية مجموعة جديدة من المهارات ضمن أعمالهم التجارية. ويجري التطرق حالياً إلى البيانات التي يتم توليدها آلياً دون تدخل العنصر البشري، والمستمدة من شبكات الاستشعار الموجودة ضمن بنية تحتية دقيقة كوسيلة لأتمتة وتوقع نتائج حاسمة في المجالات المتعلقة بالقطاع العام مثل إدارة المرور، والصناعات المعتمدة على البنية التحتية لقطاعي النفط والغاز.
وقد بدأت بعض شركات الاتصالات الرائدة بالفعل في تطبيق الرؤى والأفكار المتعلقة بالبيانات الضخمة لمعالجة التحديات التي تواجهها في مختلف قطاعات الصناعة، والتعاون مع أهم مزودي خدمات الاتصالات على التنبؤ بمعدل دوران العملاء استناداً إلى البيانات الفعلية للمستخدمين، وقد أصبح هذا الحل يساعد الشركات على تحديد العملاء الذين يحتمل فقدانهم واتخاذ الخطوات الاستباقية المناسبة لمنع خسارتهم لصالح الشركات المنافسة. ولكن هذا الحل يلفت أيضاً إلى المهارات والتقنيات الجديدة التي يتعين على مزودي خدمات الاتصالات إدخالها، خاصة تلك التي تتعلق بتحليل و"صقل" البيانات الضخمة، ولا ينعكس ذلك إيجاباً على الأعمال التجارية لتلك الشركات فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى ترسيخ وجودها كمصدر موثوق للاستشارات المتعلقة بالبيانات الضخمة والبنية التحتية لقطاع الصناعات في جميع أنحاء المنطقة.