ساعتان فقط .. تجربة يابانية للحد من إدمان الهواتف
ساعتان فقط .. تجربة يابانية للحد من إدمان الهواتف
في قرار جديد غير مألوف يحث السكان على الحد من استخدام هواتفهم الذكية الشخصية إلى ساعتين فقط يوميا، دافع عنه عمدة مدينة يابانية مؤكدا أن هذا القرار يهدف إلى تشجيع نوم أفضل وتقوية العلاقات الأسرية، وليس لمراقبة السلوكيات الشخصية.
سيُطلب من سكان مدينة تويوكي في محافظة آيتشي الحد من استخدام أجهزتهم خلال ساعات الفراغ نحو ساعتين يوميا. كما نصحت المدينة أطفال المدارس الابتدائية بالامتناع عن استخدام أجهزتهم بعد الساعة التاسعة مساء، والطلاب الأكبر سنا بعد الساعة العاشرة مساء، حسب "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
رغم أن القرار لا يتضمن أي عقوبات أو آليات إنفاذ، إلا أنه أثار اهتمامًا واسع النطاق. أشاد به البعض باعتباره تدخلا ضروريا، لكن عديدا من النقاد اتهموا المدينة أيضا بتجاوز دورها. يُصرّ رئيس البلدية ماسافومي كوكي، الذي قاد المبادرة، على أن هذه السياسة رمزية وليست إجبار الناس على تغيير سلوكياتهم.
يُعتقد أن هذا الإجراء، الذي أقره مجلس المدينة بأغلبية الأصوات في 22 سبتمبر، هو الأول من نوعه في اليابان الذي يُعزز تحديد وقت يومي لاستخدام الشاشات لجميع السكان، وليس فقط للأطفال. وينطبق هذا الإجراء فقط على وقت استخدام الشاشات الطوعي، باستثناء الواجبات المدرسية، والاستخدامات المتعلقة بالعمل، والمهام المنزلية.
قال كوكي، وهو أب لأطفال، إنه استلهم فكرته من تقارير من العاملين الصحيين والمعلمين المحليين، الذين لاحظوا أن الأطفال، حتى في سن الحبو، يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات.
مجلس المدينة أوضح أن الهدف الأساسي من اللائحة هو ضمان حصول جميع المواطنين على قسط كافٍ من النوم، في ظل معاناة اليابانيين من قلة النوم مقارنة بشعوب أخرى. واختيرت صيغة اللائحة الرسمية بدلا من شعار أو منشور لمنح الرسالة مزيدا من الجدية من دون فرض التزامات قانونية. كما أقرّت الجمعية قرارا تكميليا يؤكد احترام أنماط الحياة المتنوعة، مع التعهد بجمع آراء السكان ومراجعة آثار السياسة مستقبلا.
وردت أكثر من 300 مكالمة هاتفية ورسالة وبريد إلكتروني حول المبادرة بين أغسطس وسبتمبر، حيث عارضها نحو 70% وساندها 30%. وبينما طالب البعض بتطبيق أكثر صرامة، قال آخرون: إن الحكومة لا يحق لها تقديم اقتراحات شخصية تتعلق بأنماط الحياة.
يشجع القانون الأوصياء على وضع قواعد منزلية، بما في ذلك قواعد خاصة بهم. قال كوكي، على مائدة عشاء منزله، إن زوجته طبّقت قاعدة "ممنوع استخدام الهواتف" التي ساهمت في الحد من الخلافات مع ابنتهما حول استخدام الشاشات خلال وقت العائلة.
حسب صحيفة ساوث تشاينا تنضمّ مبادرة تويوكي إلى قائمة متنامية من الجهود الحكومية العالمية لمعالجة المخاوف بشأن الإفراط في استخدام الشاشات، ولا سيما بين الشباب.
في كوريا الجنوبية، سيدخل قانون جديد حيز التنفيذ في مارس، يحظر استخدام الهواتف الذكية خلال ساعات الدراسة في جميع المدارس الابتدائية والثانوية، مع منح المدارس مرونةً في وضع القواعد والاستثناءات.
في غضون ذلك، تستعدّ أستراليا لإصدار قواعد جديدة تُلزم منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تيك توك وإنستجرام، باتخاذ "خطوات معقولة" لمنع المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما من إنشاء حسابات. وتواجه المنصات التي تفشل في الامتثال غرامات تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (32.5 مليون دولار أمريكي) عندما يدخل القانون حيز التنفيذ في ديسمبر.