مدرب «إكسبريس»

يعاني دورينا من مشكلة قديمة أسسها جيل سابق وسار على نهجها الجيل الحالي من مسؤولي ومسيري كرتنا وهي تغيير المدربين بسرعة لا توصف كما هي اختياراتهم التي تكون في البداية على طريقة "ما حولك مدرب فاضي".
يقول جوزيه مورينيو المدرب الشامخ بتاريخ وشخصية مختلفة إن التدريب ليس مجرد تغير لاعب في المباراة أو رسم خطة فوز، بل هو إدارة وتأسيس هوية فريق. هنا يكون الفكر الصحيح أما ما يحصل هناك داخل عقول رؤساء أنديتنا فهو لا يشبه ما يجب عليهم عمله، بل يقومون بطرح فكرة إلغاء عقود مدربيهم حتى قبل أن يتعرف هؤلاء على أسماء لاعبيهم، فتخيل أننا لا نزال في الجولة السابعة والحصيلة حتى الآن أربعة مدربين، وهناك أخبار صحافية بإلحاق مدرب خامس لهم وبعدها نتساءل لماذا المدربون يهتمون برقم الشرط الجزائي أكثر من اهتمامهم بتطوير الفريق؟
أتفهم أن سمعة الكرة السعودية على صعيد المنتخب وصلت إلى العالمية بخصوص تغيير المدربين، ما جعل الحصول على كفاءة تدريبية مناسبة عملية فيها صعوبة والأمثلة كثيرة ولا نحتاج إلى ذكرها، ولكن متى يأتي من يستطيع العمل على مسح هذه الثقافة من قواميسنا التي أثبتت أنها من أسباب عدم تقدمنا للأمام؟، ومتى يعلم هؤلاء أن سهولة طريقة تغيير المدرب ليست إلا طريقة فاشلة لا تجلب خلفها إلا مزيدا من الفوضى في العمل والارتباك؟ فلا يوجد مدرب يملك مؤهلات النجاح يكون متفرغا ويقبل مهمة الإنقاذ بعد بداية الموسم، ولن تجد مدربا "سوف" ينجح وهو لم يكن المختار لأدوات عمله من البداية من لاعبين محليين وأجانب، ولن تجد مدربا يملك طموح النجاح وهو الذي ارتضى على نفسه أن يكون مدرب طوارئ "إكسبريس"، والغريب في كل ذلك أن من يقوم على تقييم عملهم الفني في الحقيقة هم لا يعلمون عن عملهم وتجهيزاتهم وأسس سياستهم شيئا، ومع ذلك هم من يملكون هذا القرار المصيري.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي