مصانع بدائية للورد الطائفي تكبد المستثمرين خسائر بالملايين
خالد الجعيد من الطائف
تسبب فقد 40 في المائة، من دهن الورد الطائفي، خلال عمليات استخلاص منتجات الورد من ماء، ودهن، في موسم الورد كل عام، عبر المعامل أو المصانع البدائية، في محافظة الطائف، في خسائر مالية كبيرة للمستثمرين في مُنتجات الورد، تتجاوز عشرة ملايين ريال سنوياً.
وأكد لـ ''الاقتصادية'' عائش بن عبد الله الطلحي، رئيس الجمعية التعاونية لمزارعي الورد الطائفي، في محافظة الطائف، أن المعامل القديمة تفقد 40 في المائة من الدهن، مشيراً إلى أن آلات وأجهزة تلك المعامل غير محكمة، وبدائية، وبالتالي فإن طريقة استخلاص منتجات الورد، تتم بصورة قديمة، وبدائية في تلك المعامل، موضحاً أن مزارع الورد الطائفي تنتج كل عام 24 ألف تولة دهن ورد، مفقود من كل واحدة منها 40 في المائة من الدهن، مبيناً أن نسبة المفقود من الدهن أدى إلى تكبد المستثمرين في مجال الورد خسائر تتجاوز عشرة ملايين ريال كل عام.
وأضاف الطلحي، ''المعامل البدائية لاستخلاص منتجات الورد، جعلت إنتاج دهن الورد منخفضاً، وبالتالي لا يتم استخلاص الكمية المطلوبة منه، كما أن المزارع يقاسم المستثمر الخسارة''، وتابع ''المعامل الحديثة تستخلص الدهن بشكل أكبر، وأفضل، وتزيد من سعر الورد الطائفي المتداول في السوق، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الطلب عليه، إضافة إلى وفرة كميات الدهن، وضمانه من ناحية التصنيع''، وزاد ''طريقة التبريد والتقطير غير مركزة في المعامل البدائية، وبالتالي فقدان 40 في المائة من دهن الورد، وهذه النسبة من الدهن متطايرة، وهي الأعلى في تركيز الرائحة، كما أن بدائية أجهزة تلك المعامل، أدت إلى عدم ضبط استخلاص منتجات الورد كالدهن، فهي غير محكمة آلياً، والتسخين تلقائي وعشوائي، دون معايير محددة ومقننة، فمقاييس الحرارة غير مضبوطة، وكذلك التبريد، فالعمل هنا اجتهادي''، لافتاً إلى أن المصانع البدائية لا تبين للمستهلك وجود المبيدات في الورد، كما أنها لا تبين أيضاً النوع الجيد من غيره، منوهاً إلى أنها – أي المصانع البدائية، تعمل على انخفاض أسعار الورد.
وعن ميزات المصانع الحديثة، وأثرها في زيادة الإنتاج، وجودة دهن الورد الطائفي، قال الطلحي ''المصانع الحديثة تركز على عدم فقد أي نسبة من دهن الورد، إلا أن تكلفتها باهظة، ولكن عملها مركز، الأمر الذي ينعكس على جودة، وكمية الإنتاج لمنتجات ومستخلصات الورد الطائفي''، مبيناً أنها تعوض النسبة المفقودة من الدهن، وتزيد في الوقت نفسه إنتاجه 80 في المائة، منوهاً بأنها تسهم في جودة، وسرعة الصناعات الأخرى المستخلصة من الورد الطائفي كالعطور، ومواد التجميل كما أنها – أي الحديثة، تعمل على سهولة الكشف على المنتج من ناحية المبيدات التي تضر بصحة الإنسان، ليصبح آمنا للمستهلك.
وأضاف ''تواجد شركات تستفيد من الورد في تصنيع منتجات غذائية، يرفع سعره، ويزيد من إنتاج الدهن عن النسبة والكمية الحالية، كما أنه من الضرورة العمل الجاد على توفير بيئة زراعية قوية للورد، فالمُصنع لابد أن تتوافر له الكمية الجيدة من الورد والتي ترفع الإنتاج، والمستهلك ينبغي أن يصل إليه آمناً من الغش، وآمناً صحياً، من حيث عدم وجود مبيدات، وأن يكون الماء المستخدم في الري صالحاً للاستهلاك الآدمي''.